الكون يشهد بوجود الله

الكون يشهد بوجود الله

لا بد لكل صنعة من صانع، ولكل متحرّك مُحرّك ولكل معلول علة. وإن كان لكل متحرّك مُحرّك، فعند تتبع الحركة لن نصل إلى ما لا نهاية، إنما سنتوقف عند مُحرّك أو ثابت لا يحركه أحد، وهذا هو الله، وإن كان لكل معلول علة، فعند تتبع التسلسل لن نصل إلى ما لا نهاية، إنما سنتوقف عند العلة الأولى، والعلة الأولى هي الله. 

إن الكون الذي نعيش فيه يخبرنا بدقة عن وجود الله، فالأرض التي تدور حول محورها بسرعة 1000 ميل/ ساعة لو انخفضت سرعتها إلى 100 ميل/ ساعة لأصبح الليل والنهار عشرة أضعاف، أي لصار النهار 240 ساعة وكذلك الليل، ويترتب على هذا احتراق النباتات التي تتعرض للشمس طوال هذا الوقت، وتجمد الكائنات التي تجوز هذا الليل الطويل. أما لو اقتربت الشمس التي تصل حرارتها إلى 12000 درجة إلى الأرض أكثر من هذا لاحترقت كل الخلائق التي تدب على الأرض والنباتات وتلاشت الحياة تمامًا، ولو بعدت الشمس عن الأرض أكثر من هذا لغطى الجليد سطح الأرض ولاستحالة الحياة. وإذا اقترب القمر منا حتى صارت المسافة 50 ألف ميل لغرقت أرضنا مرتين كل يوم بفعل المد والجذر، ولو انحرفت الأرض والقمر عن الشمس لأدى ذلك لارتفاع درجات الحرارة حتى إن جزءًا من الأرض قد يحترق، وآخر يغرق، وثالث يتجمد، ولو إن المحيطات كانت أعمق من مستواها الحالي لامتصت ثاني أكسيد الكربون والأكسجين، وهلم جرا.. أليس هذا دليل فيه الكفاية على وجود خالق لهذا الكون؟ يقول إسحق نيوتن "إني رأيت الله في أعمال ونواميس الطبيعة التي تؤكد وجود حكمة وقوة لا تختلط بالمادة". كما قال أيضًا "لا تشكُّوا في الخالق، فإنه مما لا يُعقل أن تكون الضرورة وحدها هي قاعدة الوجود. لأن ضرورة عمياء متجانسة في كل مكان وزمان، لا يُعقل أن يصدر عنها هذا التنوع في الكائنات ولا في الوجود كله، بما فيه من ترتيب أجزاءه وتناسبها مع تغييرات الأزمنة والأمكنة. بل إن كل هذا لا يُعقل إن كان لا يصدر إلاّ من كائن لما له من حكمة وإرادة".

المؤلفون د.خالد راتب
التصنيف علوم الحياة
الوسوم الكون يشهد بوجود الله
عدد المشاهدات 331
عدد المشاركات 1
شارك المادة
تحميل المادة

مواد ذات صلة

لا توجد عناصر