الماء وصدق النبوة (نجاة لقوم وهلاك لآخرين)

الماء وصدق النبوة (نجاة لقوم وهلاك لآخرين)

دعا سيدنا نوح قومه إلى عبادة الله إلا أنهم لم يستمعوا له وصموا آذانهم، فغضب الله عليهم وأمسك عنهم المطر فأصاب الأرض القحط، وأمر الله سيدنا نوح ببناء سفينة، وكان قومه يسخرون منه ويقولون أين الماء الذي تسير فيه سفينتك؟ وصبر سيدنا نوح حتى جاء أمر الله وأمره الله أن يحمل أهله ومن معه من المؤمنين ومن كلٍ زوجين اثنين. وما هي إلا فترة حتى أظلمت السماء وهبت الرياح ونزل مطر غزير وتفجرت العيون من الأرض وعم الماء كل مكان فحمل السفينة، وهلك المعاندون الذين كفروا برسالة نوح،

قال تعالى:

" حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ "

(هود : 40).

وكان الماء -أيضا- منقذا لسيدنا موسى بأمر من الله، فعندما خافت أمه عليه من فرعون ألقته في الماء بأمر من ربها ، وكان الماء طريقه إلى فرعون وهناك اتخذه فرعون ولدا :

" وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ"

(القصص:7).

وأيضاً مرة أخرى -وبمعجزة من الله- كان الماء منقذا لسيدنا موسى عندما انفلق البحر فكان طريقا آمنا لموسى -عليه السلام- وهلاكا لفرعون وملائه:

" فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ، فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ، قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ، فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ، وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ، وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ، ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ"

(الشعراء:60-64)

وبعدما أنجى الله موسى-عليه السلام-ومن معه من فرعون وقومه قال بنو إسرائيل لموسى : قد أجهدنا السير وأضر بنا العطش ونود أن ننزل على عين ماء نسقي أولادنا ودوابنا، فاتجه سيدنا موسى إلى ربه يسأله الماء، فأمره الله تعالى أن اضرب بعصاك الحجر الذي أمامك يتفجّر لك منه اثنتا عشرة عيناً، وضرب سيدنا موسى الحجر بعصاه فانفجرت عيون الماء وتسارع بنو إسرائيل على الماء يشربون:

" وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ"

(الأعراف:158).

ومما سبق يتبين لنا كيف كان الماء نجاة لقوم وهلاكا لآخرين ودليل على صدق النبوة.

المؤلفون د.خالد راتب
التصنيف علوم الحياة
الوسوم الماء وصدق النبوة
عدد المشاهدات 295
عدد المشاركات 0
شارك المادة
تحميل المادة

مواد ذات صلة

الماء وصدق النبوة

الماء وصدق النبوة

دعا سيدنا نوح قومه إلى عبادة الله إلا أنهم لم يستمعوا له وصموا آذانهم, فغضب الله عليهم وأمسك عنهم المطر فأصاب الأرض القحط ، وأمر الله سيدنا نوح ببناء سفينة, وكان قومه يسخرون منه ويقولون أين الماء الذي تسير فيه سفينتك؟ وصبر سيدنا نوح حتى جاء أمر الله وأمره الله أن يحمل أهله ومن معه من المؤمنين ومن كلٍ زوجين اثنين. وما هي إلا فترة حتى أظلمت السماء وهبت الرياح ونزل مطر غزير وتفجرت العيون من الأرض وعم الماء كل مكان فحمل السفينة ، وهلك المعاندون الذين كفروا برسالة نوح ، قال تعالى:" حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ "(هود : 40). وكان الماء -أيضا- منقذا لسيدنا موسى بأمر من الله, فعند ولادته وخوفا من قتل فرعون له وضعته أمه في اليم وألقته في الماء بأمر من ربها وكان الماء طريقه إلى فرعون وهناك اتخذه فرعون ولدا، حيث أوحى الله إلى أم موسى أن تلقي موسى في اليم نجاة من فرعون، قال تعالى:" وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ"(القصص:7). وأيضاً مرة أخرى وبأمر وبمعجزة من الله كان الماء منقذ سيدنا موسى عندما انفلق البحر ومر من عليه سيدنا موسى ومن معه، وعندما مر من عليه فرعون وجنوده انطبق عليهم الماء وابتلعهم البحر:" فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ، فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ، قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ، فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ، وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ، وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ، ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ"(الشعراء:60-64) وكان الماء -أيضاً -معجزة من الله لسيدنا موسى لبني إسرائيل بعد أن أنجاه الله ومن معه من فرعون وقومه وخرجوا من مصر, قال له بنو إسرائيل قد أجهدنا السير وأضر بنا العطش ونود أن ننزل على عين ماء نسقي أولادنا ودوابنا، فاتجه سيدنا موسى إلى ربه يسأله الماء، فأمره الله تعالى أن اضرب بعصاك الحجر الذي أمامك يتفجّر لك منه اثنتا عشرة عيناً، وضرب سيدنا موسى الحجر بعصاه فانفجرت عيون الماء وتسارع بنو إسرائيل على الماء يشربون:" وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ"(الأعراف:158).