ومضة فلكية نجوم السماء

ومضة فلكية نجوم السماء

"وعلامات وبالنجم هم يهتدون"

سورة النحل الآية 16

جاء في حديث النبي صلي الله عليه وسلم أنه عليه الصلاة والسلام خرج على أصحابه وهم يتفكرون فقال "لا تفكَّروا في الله تعالي، ولكن تفكَّروا فيما خلق" أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره "4659" عن عبد الله بن سلام

والتفكر في خلق السماوات والأرض لامعني له إلا بالتفكر في إنشائهما وإبداعهما وما اشتملت عليه من عجائب المصنوعات ودقائق الأسرار فالعقول لا تقف إلا على القليل من أسرار خلق السماوات والأرض.  فكانت الدلالات والطرق الي المعالم ليلاً عن طريق النجم حيث خلقها الله تعالي لعدة أو لثلاث أمور منها جعلها الله زينة للسماء وأيضاً يُهتدي بها وأخر جعلها الله رجوماً للشياطين.

التنجيم بين الفلك والشرع

نهي النبي صلي الله عليه وسلم عن الخوض في أحكام وعلم النجوم وهذا واضح في سنن أبي داوود (3905) وسنن ابن ماجه (3726)

 والعلة في ذلك لعدم الاعتقاد بحركة النجوم والأفلاك وتدخلها في شئون البلاد والعباد وأيضاً لما يعلم الناس السحر وهذا ما ذهب إليه العلماء فمنهم من اعتقد بأنه حرام بنص حديث النبي "من أتي عرافاً او كاهناً فقد كفر بما أنزل علي محمد " ومنهم من قال إنه مكروه وغيرهم أكد أنه مباح ..... والأصل العلمي في ذلك أن النجوم تتشكل في صورة مجموعات تظهر طوال العام تدور في مدارات وأفلاك محددة لا تتقاطع مع بعضها ولا تختلف عن مدارها حتى توهم الناس أن هذه الأفلاك لها تأثير في حياتهم وسلوكهم وإذا نظرنا الي التفسير العلمي لهذه الأجرام والمدارات لوجدنا أن ما بني عليها من معتقدات وتفسيرات وأباطيل فلكيه فهي باطلة بنص العلم الحديث وسبق ذلك نهي النبي صلي الله عليه وسلم عن الخوض في علم النجوم لطلب الحوادث المستقبلية وذلك اعتماداً على زعم المنجمون على معرفة الطبائع مبنياً على ظنون لا دليل لهم عليها. أما إذا كان الخوض في علم النجوم لتحصيل ما يعرف به أوقات الصلاة وجهة القبلة وكم مضي من الليل أو النهار وكم بقي وأوائل الشهور الشمسية وكذلك معرفة الظواهر الفلكية كالخسوف والكسوف فهذا واجب ومطلوب.

 

وجه الإعجاز العلمي لنجوم السماء  

    يقول الله تعالي " إذا الشمس كورت وإذا النجوم انكدرت"

سورة التكوير الآية 1

 يقول الله تعالي " إذا السماء انفطرت وإذا الكواكب انتثرت"

سورة الانفطار الآية 1

في الآية الأولي جاء القول واضحاً بلفظ الشمس وهي في تصنيف النجم ثم كان الكلام على بقية النجوم فكان سياق الآية أن انكدار النجوم هو سقوطها وانقضاضها وهذا ما أخرجه قتادة ومجاهد وهذه الروايات عن ابن عباس وقيل أيضاً أن النجوم قناديل السماء معلقة بين السماء والأرض بسلاسل من نور بأيدي الملائكة .... الدر المنثور 8/426

وهذا ما علق عليه الألوسي بأن النجوم مرتبطة ببعضها البعض بقوي متجاذبة والشاهد في هذا الامر أن الملائكة هم الموكلون بحفظ الخليقة وتدبير العالم والسلاسل هي القوي المترابطة والمتماسكة بين الأجرام العلوية والسفلية. في الآية الثانية انفطار السماء أي انشقاق السماء لنزول الملائكة وانتثار الكواكب أي تساقطها حيث لا يبقي نجم إلا وسقط على الأرض.

ومن هنا كان المراد بتكور الشمس أي زوال ضوئها بمعني أظلمت وهي حقيقة نهاية الأجرام السماوية حيث ينفذ وقودها وتتجمع في باطنها العناصر الثقيلة فتقل قواها بين طبقاتها ثم تظلم الطبقات طبقة بعد الأخرى إلي أن يعم الظلام كله من باطن الشمس الي سطحها وهذا يتضح الآن بتواجد البقع الشمسية علي السطع وارتفاع المجالات المغناطيسية بها والتي في النهاية تظلم تمام وعلي غرار ظلام الشمس فإن النجوم تتعرض لنفس العملية فتظلم الحواف تدريجياً إلي أن يصل للظلام الكلي و يتقزم النجم ويصبح نجم قزمي أو تقباً أسودا وهي المراحل الأخيرة في حياة النجوم.

فتكلم القرآن عن النهايات وذكر كيف تكون من 1400 سنة وفي هذا العصر استطاع العلماء فهم حقيقة انهيار النجم وتحوله لمرحلة الشيخوخة اعتماداً على وقوده النووي بباطن النجم.

المؤلفون أ.د. حنفي محمود مدبولي
التصنيف علم الفلك والفضاء
الوسوم نجوم السماء
عدد المشاهدات 272
عدد المشاركات 0
شارك المادة
تحميل المادة

مواد ذات صلة

لا توجد عناصر