إهتزت وربت
قال تعالى: ﴿وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ﴾ [الحج 5]
لقد أشار المولى عز وجل إلى عملية الإنبات كاملة وذلك بترتيب علمي غاية في الدقة حتى يخرج النبات في صورته البهيجة من الأرض الميتة الهامدة، حيث تشير هذه الآية إلى خمس حلقات متسلسلة ومترابطة لعملية الإنبات وهي: (أولا) الأرض الهامدة، (ثانيا) عملية إنزال المطر، ثم يليها (ثالثا) عملية اهتزاز التربة،وكلمة ﴿اهْتَزَّتْ﴾ تخبرنا عن حقائق عرفناها نحن الآن ففي عام 1827 م عندما اكتشف عالم البريطاني "روبرت براون" أن ماء المطر إذا سقط علي التربة أحدث لها اهتزازات تهتز لها حبيبات التربة لاحتوائها على معادن مختلفة تؤدي إلى تكوين شحنات كهربائية مختلفة بين الحبيبات مما يسبب حدوث تأين فتهتز هذه الحبيبات. (رابعا) وما يتبعها من عملية ربُوّ التربة وزيادتهاوما يصاحبها من انفصال العناصر المغذية للنبات، (خامسا) وأخيرا يخرج النبات طيبا بهيجا.فالترتيب والترابط لكلمات الآية هو ترتيب معجز حيث أنه لايمكن أبدا أن نغير كلمة مكان كلمة. فلو كانت كلمة ربت قبل اهتزت ماكان قرآنا من عند ولكن أن يأتي هذا الترتيب في مقام التسلسل والارتباط الدقيق وفي صياغة علمية غاية الدقة. ولذا يخاطب المولى عز وجل كل انسان يفهم هذه الحقائق العلمية التى ذكرها المولى عز وجل على لسان نبي أمي ﷺ لم يدرس علم النبات أو الجيوكيمياء ولكن كان متصلا برب العزة سبحانه وتعالى:
﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) ﴾ [سورة النجم ].
ونقول لمن لايؤمن بالله أن هذه الأية الكريمة الكريمةالتى عرفناها علميا منذ ثلاثة عقود بأننها شهادة صدق للعالم أجمع بأن القرآن الكريم هو كلام الله وهو معجزته الخالدة إلى قيام الساعة.
المؤلفون | أ.د. أحمد مليجي |
التصنيف | علوم الأرض |
الوسوم | إهتزت وربت |
عدد المشاهدات | 492 |
عدد المشاركات | 0 |
شارك المادة | |
تحميل المادة | تحميل المادة |