العلوم الإنسانية والاجتماعية

إكتشاف  تقنية الرادار من عالم  الطير
إكتشاف تقنية الرادار من عالم الطير
أ.د. مصطفى إبراهيم حسن

قال تعالى : ﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ ﴾. الأنعام (38). تفسير البغوي :قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿ وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ ﴾، قَيَّدَ الطَّيَرَانَ بِالْجَنَاحِ تَأْكِيدًا كَمَا يُقَالُ: نَظَرْتُ بِعَيْنِي وَأَخَذْتُ بِيَدِي، ﴿ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ ﴾، قَالَ مُجَاهِدٌ: أَصْنَافٌ مُصَنَّفَةٌ تُعْرَفُ بِأَسْمَائِهَا يُرِيدُ أَنَّ كُلَّ جِنْسٍ مِنَ الْحَيَوَانِ أُمَّةٌ، فالطير أمة، والهوام أُمَّةٌ، وَالدَّوَابُّ أُمَّةٌ، وَالسِّبَاعُ أُمَّةٌ، تُعْرَفُ بِأَسْمَائِهَا مِثْلُ بَنِي آدَمَ، يُعَرَفُونَ بِأَسْمَائِهِمْ .  إذا كان الإنسان قد عرف صناعة  تكنولوجيا الرادار فى مراقبة الطائرات وتحديد مساراتها بتحديد الذبذبات الصوتية التي تحدثها الطائرات عن بعد، فإنما أخذ العلماء ذلك بمراقبتهم ومتابعتهم لبعض سلوكيات عالم الحيوان وعالم الطير

حب الأوطان من الإيمان
حب الأوطان من الإيمان
أ.د إبراهيم الهدهد

حب الأوطان من الإيمان

الفرق بين البيت والمسكن
الفرق بين البيت والمسكن
أ.د. يحيى حسن وزيري

الفرق بين البيت والمسكن 

الإنفاق في الإسلام ينبغي أن يصل  لأناس لا يسألون
الإنفاق في الإسلام ينبغي أن يصل لأناس لا يسألون
أ.د السيد عطية عبد الواحد

من الأسس الرئيسية التي يقوم عليها المنهج الإسلامي مراعاة الواقع الحقيقي للناس فضلاً عن الاعتناء بالظروف الخاصة بكل فئات المجتمع. ففي واقع الحياة قد توجد فئة تأنف السؤال وتأبي الكلام لتعبر عن حاجتها وعوزها، ينبهنا إلى هذه الحقيقة الإنسانية قوله تعالى: (لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا ۗ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ) [البقرة: 273].

فضيلة الاخفاء عند القيام بالإنفاق
فضيلة الاخفاء عند القيام بالإنفاق
أ.د السيد عطية عبد الواحد

من الاخلاقيات الاسلاميه الرفيعه التى ينفرد بها المنهج الاسلامى فى مجال الإنفاق إستحباب الإسرار بالصدقة لأن ذلك أبعد عن الرياء والسمعة، يدلنا على ذلك الخلق الرفيع قوله تعالى: "وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ" وفى حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم تأكيد على ذلك أيضاً: فذكر صلى الله عليه وسلم فيمن يظلهم الله فى ظله يوم لا ظل الا ظله (رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم يمينه ما تنفق شماله).

ضرورة الإنفاق مما نحن مستخلفون فيه
ضرورة الإنفاق مما نحن مستخلفون فيه
أ.د السيد عطية عبد الواحد

ضرورة الإنفاق مما نحن مستخلفون فيه

قبح المن والاذى المرتبط بالانفاق
قبح المن والاذى المرتبط بالانفاق
أ.د السيد عطية عبد الواحد

قبح المن والاذى المرتبط بالانفاق

ضرورة الإنفاق مما نحن مستخلفون فيه
ضرورة الإنفاق مما نحن مستخلفون فيه
أ.د السيد عطية عبد الواحد

يقول الله سبحانه وتعالى "آَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ".. والمخاطبون هنا مسلمون، لكنهم يدعون الى الايمان بالله ورسوله. فهى إذن حقيقة الايمان يدعون لتحقيقها فى قلوبهم بمعناها . وهى لفتة دقيقة . وهم يدعون الى الانفاق ، ومع الدعوة لمسة موحية ، فهم لا ينفقون من عند أنفسهم إنما ينفقون مما استخلفهم الله فيه من ملكه ، وهو الذى له ملك السموات والأرض " .. هو الذى استحلف بنى آدم جملة فى شئ من ملكه ، وهو الذى يحى ويميت " .. فهو الذى استخلف جيلا بعد جيل.  وهكذا ترتبط هذه الاشارة بما سبق من الحقائق الكلية فى مطلع السورة ، ثم تقوم هى بدورها فى استثارة الخجل والحياء من الله وهو المالك الذى استخلفهم وأعطاهم ، فماذا هم قائلون حين يدعوهم الى إنفاق شئ مما استخلفهم فيه ومما اعطاهم ؟ وفى نهنة النفوس عن الشح ، والله هو المعطى ولا نفاذ لما عنده ، فماذا يمسكهم عن البذل والعطاء وما فى أيديهم رهن بعطاء الله ؟!  ولكنه لا يكلهم الى هذا التذكير وما يثيره من خجل وحياء ، ومن سماحة ورجاء ، وإنما يخاطبهم بمؤثر جديد يخجلهم من كرم الله ويطمعهم في فضله : (فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ). فكيف يتخلف متخلف عن الايمان والبذل في مواجهة هذا الكرم والفضل؟ والآيات مستمرة في الترغيب فى الانفاق فى سبيل الله سبحانه وتعالى . يقول الله تعالى: " وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ..."  وعلماء التفسير ان معنى الكلام التوبيخ على عدم الانفاق ، أى أى شئ يمنعكم من الانفاق فى سبيل الله ، وفيما يقربكم من ربكم وأنتم تموتون وتخلفون أموالكم وهى صائرة الى الله تعالى .

قبح المن والاذى المرتبط بالانفاق
قبح المن والاذى المرتبط بالانفاق
أ.د السيد عطية عبد الواحد

يربى الاسلام معتنقيه على ضروره الانفاق والبذل الدائم وذلك ابتغاء مرضاة الله سبحانه وتعالى ويعلمهم كذلك السمو فى السلوك .... ينفق المسلم بنفس رفيعة لا تتبع ما أنفقت بأية صورة من صور المن أو الاذى سواء أكان ذلك بالقول أم بالفعل .. ويربى الاسلام معتنقيه على فضيلة الانفاق، لأن المال فى الأساس هو ملك لله سبحانه وتعالى . يدلنا على ذلك قوله تعالى: آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ ۖ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ،  ويقول سبحانه وتعالى (وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ ۚ أُولَٰئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا ۚ وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَىٰ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ  مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ). يقول الامام القرطبي في تفسير هذه الآية ان قوله تعالى: (وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ) أي أي شيء يمنعكم من الانفاق فى سبيل الله وفيما يقربكم من ربكم وأنتم تموتون وتخلفون اموالكم وهى صائرة الى الله تعالى: فمعنى الكلام التوبيخ على عدم الانفاق. "ولله ميراث السموات والأرض" أى أنهما راجعتان اليه بانقراض من فيهما كرجوع الميراث الى المستحق له.

ضرورة أن يكون الانفاق مصحوبا بكل معانى المعروف
ضرورة أن يكون الانفاق مصحوبا بكل معانى المعروف
أ.د السيد عطية عبد الواحد

الأساس فى السياسة المالية الإسلامية أن خشية الله تعالى وابتغاء مرضاته والتزام تعاليمه هى التى تصوغ التصرفات المالية للمسلم فى تصرفاته ، وكذلك تصرفات الأفراد بعضهم مع بعض وكذلك تصرفات ولى الأمر فى المال العام . وكذلك فان السياسه المالية الاسلامية هى جزء من نظام كلى متكامل هو الشريعة الاسلامية ، ولذلك فان التصرفات المالية لابد أن تنضبط بكل الأخلاقيات الاسلامية، وذلك تأسيسًا على قوله صلى الله عليه وسلم انما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ." ومن الأخلاقيات الاسلامية الرفيعة فى هذا المجال ضرورة أن يكون الانفاق مصحوبا بكل معانى المعروف ..يقول سبحانه وتعالى مرشدا لذلك : قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ (263). وعلماء التفسير على أن الله تبارك وتعالى يمدح الذين ينفقون فى سبيله ثم لايتبعون ما أنفقوا من الخيرات والصدقات منا على من أعطوه، فلا يمنون به على أحد ولا يمنون به لا بقول ولا فعل. وقوله (ولا اذى) أي لا يفعلون مع من أحسنوا اليه مكروها يحبطون به ما سلف من الاحسان ثم وعدهم الله تعالى الجزاء الجزيل على ذلك فقال (لهم اجرهم عند ربهم) أي ثوابهم على الله لا على أحد سواه ( ولاخوف عليهم ) أى فيما يستقبلونه من أهوال يوم القيامة. وقد وردت الأحاديث بالنهى عن المن فى الصدقة، ففى صحيح مسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ثلاثه لا يكلمهم الله يوم القيامه ولا ينظر اليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم: المنان بما أعطى والمسبل إزاره والمنفق سلعته بالحلف الكاذب". وباستقراء ما سبق يلاحظ وبجلاء أن هناك ثمرة جميلة تعود على الفرد وعلى المجتمع بسبب الفضيلة السابقة ، انفاق يأتى من مصدر طيب حلال ويتجه لينفق بخلق رفيع مصحوبا بكل معانى المعروف وبعيداً عن كل معانى المن والأذى لابد أن يؤدى الى سمو المجتمع وطهارته.

ينبغي أن يكون الانفاق من كسب طيب
ينبغي أن يكون الانفاق من كسب طيب
أ.د السيد عطية عبد الواحد

طالما أن المسلم يعلم أنه يتعامل بنفقته تلك مع الله سبحانه وتعالى، فلابد أن يتحرى في انفاقه أن يكون  حلالا، لأن فى عقيده كل مسلم أن الله طيب لا يقبل الا طيبا . ويرشد الى هذا الاساس الإخلاقى – الذى لا مثيل له فى النظم الاخرى – آيات قرآنية متعددة، وكذلك الكثير من أحاديثه صلى الله عليه وسلم . يقول سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ﴾ (البقرة: 267). ويرشد الرسول صلى الله عليه وسلم الى ضروره الكسب الطيب بقوله: "من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب، ولا يقبل الله الا الطيب فان الله يتقبلها بيمينه ثم يربيها كما يربى أحدكم فلوه حتى تكون مثل الجبل". وكذلك عمل الخلفاء الراشدون من بعده (أي على مراعاه ضرورة حل الايرادات التى تحصل)، فهذا عمر بن الخطاب رضى الله عنه، وكان يجبى من العراق كل سنه مائة ألف أوقية ثم يخرج اليه عشره من أهل الكوفة وعشرة من أهل البصرة يشهدون أربع شهادات بالله أنه من طيب، وأنه ما فيه ظلم مسلم ولا معاهد. وجه الإعجاز: باستقراء ما سبق يتضح أن الاسلام يؤسس النظام الاقتصادي والاجتماعي على أساس احترام أسس ومبادئ معينة ، تشكل فى مجملها دستور هذه الامة .  ومن ذلك  ضرورة  ان تكون الايرادات  التي  تعتمد عليها الدولة دائما  من مصدر حلال. أن الاسلام يقيم مجتمعاته على  أساس التكافل والتعاون المتمثل  في فريضة الزكاة وغيرها من الالتزامات المالية  التي  قررها الاسلام.

أسباب مقت الإسلام لطبقة المترفين
أسباب مقت الإسلام لطبقة المترفين
أ.د السيد عطية عبد الواحد

سبب حمل الإسلام على هذه الطبقة أنها طبقة معطلة فهي طاقة بشرية وأيضا مادية بما تملكه من أموال أوصلتها إلى حد الترف. فطاقة مثل هذه لابد أن تتجه إلى تصريف ما بها ولن يكون تصريفه إلا في مصارف تافهة تلتقى جميعها عند حد التفاهة والميوعة والقذارة الحسية والمعنوية . إن محاربة الإسلام للترف، إنما هو محاربة لفساد العقول وتخريب الأموال لأن الترف نتيجته ترهل الأجسام والعقول. لذلك جعل الله سبحانه وتعالى المترفين من أصحاب الشمال. يقول سبحانه: "وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال في سموم وحميم . وظل من يحموم، لا بارد ولا كريم، إنهم كانوا قبل ذلك مترفين.. وصور ابن خلدون مفاسد الترف بقوله: "إن أكثر المترفين يترفع عن مباشرة حاجاته، أو يكون عاجزا عنها لما ربى عليه من خلق التنعم والترف فيتخذ من يتولى ذلك ويقطعه عليه أجراً من ماله، وهذه الحالة غير محمودة بحسب الرجولية الطبيعية للإنسان، إذ الثقة بكل احد عجز ولأنها تزيد في الوظائف والخرج وتدل على العجز والخنث الذي ينبغي في مذاهب الرجولية التنزه عنهما. ومن مفاسد الترف أيضاً: أنه يترتب عليه التفنن في شهوة البطن، والمأكل والملاذ فيفضي ذلك إلى فساد النوع. ووصل ابن خلدون في وصف الأثر المخرب للترف إلى أنه يعصف بالدولة كلها فتضعف الحماية – أي نتيجة للترف- لذلك وتسقط قوة الدولة ، وتجاسر عليها من يجاورها من الدول ومن هو تحت أيديها من القبائل والعصائب ويأذن الله فيها بالفناء.