التحنيك سنة عن الرسول ،وهو عبارة عن مضغ التمر بفم شخص صحيح غير مريض ووضعه في فم المولود ودلك حنكه به ،وقد وردت أحاديث نبوية كثيرة في التحنيك منها :حديث أبي موسى -رضي الله عنه- قال : "ولد لي غلام فأتيت به النبي فسماه إبراهيم ، فحنكه بتمرة ، ودعا له بالبركة "( متفق عليه).
وقد اكتشف العلم الحديث الحكمة من هذا التحنيك بعد أربعة عشر قرنًا من الزمان فقد تبين حديثًا أن كل الأطفال وخاصة حديثي الولادة والرضع معرضون للموت إن حدث لهم أحد أمرين: نقص السكر في الدم أو انخفاض درجة حرارة الجسم عند التعرض للجو البارد المحيط به. فمستوى السكر (الجلوكوز) في الدم بالنسبة للمواليد يكون منخفضًا وكلما كان وزن المولود أقل كانت نسبة السكر منخفضة وبالتالي فإن المواليد الخداج (وهم الأطفال الذين يولدون قبل الموعد المتوقّع للولادة بثلاثة أسابيع على الأقلّ) (وزنهم أقل من 2.5 كجم) يكون مستوى السكر عندهم منخفضًا جدًا بحيث يكون في كثير من الأحيان أقل من 20 ملليجرام لكل 100 ملليلتر من الدم أما المواليد أكثر من 2.5 كجم فإن مستوى السكر يكون لديهم عادة فوق 30 ملليجرام. ويعتبر هذا المستوى هبوطًا شديدًا في مستوى سكر الدم ويؤدى إلى أعراض خطيرة منها: - أن يرفض المولود الرضاعة ،ارتخاء العضلات، توقف متكرر في عملية التنفس وحصول ازرقاق في الجسم، نوبات من التشنج،كما قد يؤدى إلى مضاعفات خطيرة ومزمنة أهمها:( تأخر النمو، التخلف عقلي، الشلل الدماغي، إصابة السمع أو البصر أو كليهما، نوبات صرع متكررة).وإذا لم يتم علاج هذه الحالة في حينها قد تنتهى بالوفاة رغم أن علاجها سهل ميسور وهو إعطاء السكر الجلوكوز مذابًا في الماء إما بالفم أو بواسطة الوريد وهذا هو ما يقوم به التحنيك. فالتحنيك علاج وقائي من أمراض نقص السكر في الدم؛ لأنه يحتوى على سكر الجلوكوز بكميات وافرة وخاصة بعد إذابته بالريق الذى يحتوى على أنزيمات خاصة تحول السكر الثنائي (السكروز) إلى سكر أحادي أما الريق فإنه ييسر إذابة السكريات ومن ثم ييسر للمولود الاستفادة منها ؛ولذلك فقد دأبت مستشفيات الولادة والأطفال على إعطاء المواليد محلول الجلوكوز بعد ولادته مباشرة وقبل أن ترضعه أمه ومن هنا تتجلى حكمة التحنيك كسنة نبوية.
المؤلفون | د.خالد راتب |
التصنيف | العلوم الطبية |
الوسوم | استحباب تحنيك المولود والإعجاز العلمي في ذلك |
عدد المشاهدات | 638 |
عدد المشاركات | 3 |
شارك المادة | |
تحميل المادة | تحميل المادة |