خلق الله تعالى للنحل خمسة حواس وهى تماثل فى العدد تماما الحواس التى خلقها الله للبشر وهى: الشم، السمع، اللمس، الرؤية والتذوق. يختلف تركيب هذه الحواس تشريحيا فى الإنسان عن مثيلتها فى النحلة. لكن من المدهش أن بعض حواس النحلة تتفوق على مثيلتها فى البشر.
لبندأ بالتعرف على أولى الحواس وهى حاسة الشم. تتركز حاسة الشم فى النحل فى قرنى الإستشعار، فما هى التراكيب الدقيقة الميكروسكوبية التى تستخدمها النحلة فى الشم؟ تسمى تلك التراكيب الدقيقة أو الخلايا بالشعيرات الحسية. لا يظهر تفاصيل تركيب تلك الشعيرات إلا باستخدام الميكروسكوب الإلكترونى، حيث تقاس هذه الشعيرات بوحدات قياس دقيقة جدا تسمى الميكرون (المليمتر يساوى 1000 ميكرون).
توجد هذه الشعيرات على كل من قرنى الإستشعار و تنقسم الى نوعين : شعيرات حسية وتقدر بالمئات وتستقبل المؤثرات الكيميائية المختلفة وتعمل عمل الأنف فى الإنسان و شعيرات حسية تستقبل المؤثرات الآلية أو الميكانيكية وتعمل عمل الأذن فى الإنسان. و نبدأ فى شرح النوع الأول حيث تستطيع النحلة عن طريقها شم الروائح الكيميائية المختلفة مثل روائح الغازات والمركبات الكيميائية المختلفة فهى تستطيع تمييز رائحة ألف نوع من الزهور أو أكثر أثناء طيران النحلة فوق الحقول وهذا شئ معجز تتفوق فيه النحلة على البشر، بل وتحتفظ برائحة هذه الزهور في ذاكرتها، أيضاً تستطيع هذه الشعيرات تمييز رائحة الحشرات الأخرى وأفراد النحل داخل الخلية عن طريق الفيرمونات وهى مركبات كيميائية متطايرة وتستخدم في إطلاق صيحات التحذير بواسطة الشغالات في حالة تعرض الخلية لأي خطر، كما تستخدم فى تحفيز الذكور بواسطة الملكة لإتمام عملية التزاوج، تستقبل هذه الشعيرات رائحة بخار الماء الموجود في الرحيق، وتقوم النحلة بتجفيف العسل بعد تصنيعه وتبخير بخار الماء منه حتى لا يفسد، وذلك بواسطة رفرفة أجنحتها فوق العسل حتى يجف.
تقوم أيضاً هذه الشعيرات بشم رائحة أفراد النحل التى ماتت داخل الخلية وتتخلص منها بإلقائها خارج البيت حتى تظل الخلية نظيفة، وتستقبل هذه الشعيرات أوامر الملكة لتنفيذها بكل دقة وذلك عن طريق المخ الذى خلقه الله سبحانه وتعالى ، و الذي يبلغ حجمه واحد ملليمتر مكعب فقط، ويتفوق على مخ الإنسان فى استيعاب الذاكرة فعلى الرغم من أن مخ الإنسان يبلغ حجمه 1250 جم أى اكبر من مخ النحلة اكثر من الف و مائتين وخمسين مرة فإن مخ النحلة بالرغم من حجمه الدقيق يستطيع أن يستوعب خمس ذاكرة مخ الإنسان، فأى إعجاز فى الخلق تفرد به الخالق سبحانه وتعالى.
﴿وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا)
(سورة الفرقان:2)
المؤلفون | أ.د. مصطفى إبراهيم حسن |
التصنيف | علوم الحياة |
الوسوم | النحل |
عدد المشاهدات | 514 |
عدد المشاركات | 0 |
شارك المادة | |
تحميل المادة | تحميل المادة |
خلق الله تعالى للنحل خمسة حواس وهى تماثل فى العدد تماما الحواس التى خلقها الله للبشر وهى: الشم، السمع، اللمس، الرؤية والتذوق. يختلف تركيب هذه الحواس تشريحيا فى الإنسان عن مثيلتها فى النحلة. لكن من المدهش أن بعض حواس النحلة تتفوق على مثيلتها فى البشر. لبندأ بالتعرف على أولى الحواس وهى حاسة الشم .
من أوجه الإعجاز العلمي في عالم النحل.
تنبوء النحل بالطقس.