يقول الله سبحانه وتعالى:
(وجعلنا سراجا وهاجا، وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا)
( النبأ، 13 ،14).
ذكر الامام ابن كثير فى تفسيره مايلى: "... فالرياح تسمى معصرات ; يقال : أعصرت الريح تعصر إعصارا : إذا أثارت العجاج ، وهي الإعصار ، والسحب أيضا تسمى المعصرات لأنها تمطر . وقال قتادة أيضا : المعصرات السماء ، النحاس : هذه الأقوال صحاح ; يقال للرياح التي تأتي بالمطر معصرات ، والرياح تلقح السحاب ، فيكون المطر ، والمطر ينزل من الريح على هذا . ويجوز أن تكون الأقوال واحدة ، ويكون المعنى وأنزلنا من ذوات الرياح المعصرات ماء ثجاجا وأصح الأقوال أن المعصرات السحاب ، كذا المعروف أن الغيث منها....، ماء ثجاجا صبابا متتابعا".
المَطَرُ هو شكل من أشكال قطرات الماء المتساقطة من السحاب في السماء، وأنواع الأمطار ثلاثة، منها نوع يسمى بالأمطار التصاعدية وهي التي تحدث بسبب تمدد الهواء الرطب القريب من سطح الأرض وصعوده الى أعلا، كما فى المناطق الاستوائية، حيث تشتد الحرارة بسبب الاشعاع الشمسى، وتتصاعد التيارات الهوائية إلى طبقات الجو العليا فتبرد ويتكاثف ما بها من بخار الماء فيسقط المطر.
وتتوقف غزارة هذا المطر على عاملين هما: كمية بخار الماء التي يحملها الهواء ثم درجة حرارة الطبقات العليا التي تصعد إليها السحب، ويكثر هذا النوع من الأمطار في المناطق الاستوائية والمدارية حيث يسقط بصورة منتظمة في جميع فصول السنة، ويحدث التصاعد الهوائي أثناء النهار الحار ويتساقط المطر في المساء، والسحب المصاحبة لهذا النوع من المطر هي السحب الركامية، ويتصف المطر بالغزارة على هيئة وابل، أى ماء ثجاجا.
ان من اعجاز الآية الكريمة أنها ربطت مابين السراج الوهاج وهى الشمس فى قوله: (وجعلنا سراجا وهاجا)، ومابين انزال المطر الغزير من المعصرات (وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا).
المؤلفون | أ.د. يحيى حسن وزيري |
التصنيف | علوم الحياة |
الوسوم | السحاب المعصر والأمطار التصاعدية |
عدد المشاهدات | 431 |
عدد المشاركات | 0 |
شارك المادة | |
تحميل المادة | تحميل المادة |