الظل الساكن

الظل الساكن

يقول الله تعالى:

(ألَمْ تَرَ إِلَىٰ رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا ۞ ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا﴾

(الفرقان ٤٥ – ٤٦)

كي نتفهم ما هو المقصود بالظل الساكن، فإننا نشير إلى ما ورد في بعض التفاسير القرآنية في تفسير قوله تعالى:" ولو شاء لجعله ساكنا"، حيث نجد رأيين وفهمين أساسيين، يؤديان الى تصنيف الظل الساكن الى نوعين أساسيين وهما

الأول: الظل الساكن الدائم:

  يقول الامام الطبرى فى تفسيره: " قوله(وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا  يقول: ولو شاء لجعله دائما لا يزول, ممدودا لا تذهبه الشمس, ولا تنقصه، وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل....،".

   أى المراد بسكون الظل، أي لو شاء الله سبحانه سكونه لجعله ساكناً ثابتاً دائماً مستقراً لا تنسخه الشمس، وهذا يعنى أن يمتد الظل ثم يظل ثابت الطول لايمتد ولاينقص بالرغم من وجود الشمس.

   وهذه الحالة تتمثل فى ظل كل كواكب المجموعة الشمسية كأوضح مثال للظل الساكن الدائم، فاذا أخذنا حالة ظل الأرض كمثال لذلك، فان للكرة الأرضية ظل ممدود في الفضاء، وأن ظل الأرض يمتد خارجا منها على شكل مخروط ثابت الطول لايمتد ولاينقبض أبدا, وطول مخروط ظل الأرض عبارة عن قيمة ثابتة تقدر بحوالى 221 مرة قطر الكرة الأرضية، فهذا يعنى أن الظل الممدود للأرض ثابت الطول دائما بالرغم من وجود الشمس مسلطة على النصف الآخر من الكرة الأرضية.

الثاني: الظل الساكن اللحظى:

 وهذا السكون اللحظى للظل يتمثل فى عدم وجود أو مشاهدة ظل للأشياء بالرغم من وجود الشمس، بحيث يكون الظل لاصقا بالجسم، وقد ورد هذا الرأي في بعض كتب المفسرين كالامام الزمخشري.

وهذه الحالة للظل الساكن لحظيا تحدث فى المنطقة المدارية، أى التى تقع بين مدارى السرطان والجدى، حيث تسقط أشعة الشمس عموديا تماما أى بزاوية تساوى 90 درجة مرتين بالسنة بالنسبة لكل خط عرض بالمنطقة المدارية فى منتصف النهار تماما، فإذا سقطت الشمس عمودية على رأس الشخص أو أى جسم أو مبنى فان الظل يلبس الجسم ولايظهر له ظل.

فسبحان من جعل الظل ممدودا ومقبوضا ولو شاء لجعله ساكنا.

مخروط ظل الأرض نموذج للظل الساكن الدائم، حيث أن الظل ثابت الطول، لايمتد ولاينقبض.


المؤلفون أ.د. يحيى حسن وزيري
التصنيف علم الفلك والفضاء
الوسوم الظل الساكن
عدد المشاهدات 546
عدد المشاركات 0
شارك المادة
تحميل المادة

مواد ذات صلة

لا توجد عناصر