يقول الله تعالى: (أمَّنۡ خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَأَنزَل لَكُم مِّنَ ٱلسَّمَاۤءِ مَاۤء فَأَنۢبَتۡنَا بِهِۦ حَدَاۤىِٕقَ ذَات بَهۡجَة مَّاكَان لَكُمۡ أَن تُنۢبِتُوا۟ شَجَرَهَاۤۗأَءِلَـٰه مَّعَ ٱللَّهِ ۚ بَلۡ هُمۡ قَوۡم یَعۡدِلُونَ) (النمل: 60).

   يقول الإمام القرطبى فى تفسير الآية الكريمة: "الْحَدِيقَةُ الْبُسْتَانُ الَّذِي عَلَيْهِ حَائِطٌ، وَالْبَهْجَةُ الْمَنْظَرُ الْحَسَنُ، قَالَ الْفَرَّاءُ: الْحَدِيقَةُ الْبُسْتَانُ الْمُحْظَرُ عَلَيْهِ حَائِطٌ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ حَائِطٌ فَهُوَ الْبُسْتَانُ وَلَيْسَ بِحَدِيقَةٍ".

  وقال الإمام الرازى فى تفسيره: "وقالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: هي البُسْتانُ عَلَيْهِ حائِطٌ مِنَ الإحْداقِ وهو الإحاطَةُ، وهو مَرْوِيٌّ عَنِ الضَّحّاكِ".

  مما سبق فإنه من أخص ما يميز الحدائق أن يكون حولها حائط يحيط بها، كما أن النظر إليها يدخل البهجة لحسن شكلها.

  أما الجنات سوآء أكانت أخروية أو أرضية فى آيات القرآن الكريم، فتذكر غالبا متلازمة مع وجود الأنهار، ومن جانب آخر فأشجارها مثمرة كالنخيل والأعناب، أي لها أكُلَ، ونستطيع أن نستدل على ذلك بهذه الآيات الكريمات:

  يقول تعالى: (وَبَشِّرِٱلَّذِینَءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ أَنَّ لَهُمۡ جَنَّـٰت تَجۡرِی مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَـٰرُۖ كُلَّمَا رُزِقُوا۟ مِنۡهَا مِن ثَمَرَة رِّزۡقا قَالُوا۟ هَـٰذَا ٱلَّذِی رُزِقۡنَا مِن قَبۡلُۖ وَأُتُوا۟ بِهِۦ مُتَشَـٰبِهاۖ) (البقرة: 25)، كما يقول تعالى: (أَیَوَدُّ أَحَدُكُمۡ أَن تَكُونَ لَهُ ۥجَنَّة مِّن نَّخِیل وَأَعۡنَاب تَجۡرِی مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَـٰرُ لَهُ ۥفِیهَا مِن كُل ٱلثَّمَرَتِ) (البقرة: 266)، كما يقول تعالى: (كِلۡتَا ٱلۡجَنَّتَیۡنِ ءَاتَتۡ أُكُلَهَا وَلَمۡ تَظۡلِم مِّنۡهُ شَیۡـٔاۚ وَفَجَّرۡنَا خِلَـٰلَهُمَا نَهَرا) (الكهف: 33).