يقول الله سبحانه وتعالى:
( هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر، ما ظننتم أن يخرجوا وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا)
(الحشر/2)،
أي هو جل وعلا الذي أخرج يهود بنى النضير من مساكنهم بالمدينة المنورة، أي في أول مرة حشروا وأخرجوا فيها من جزيرة العرب إلى الشام، وظنوا أن حصونهم الحصينة تمنعهم من بأس الله، والشاهد في الآية الكريمة ذكر الحصون كأحد أهم عناصر العمارة الدفاعية في مجال العمارة الحربية، والأساس فى الحصن أن يكون منيعا ليوفر الحماية لمن يتحصنون به، حتى ولو لم يستخدموا السلاح فى الدفاع عن أنفسهم.
أما كلمة "صياصى"
فقد وردت فى قوله تعالى:
﴿ وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم﴾
(الأحزاب/26)،
والمقصود هنا بأهل الكتاب أى يهود بنى قريظة ، والصياصى أى الحصون ومنه: صيصة الديك التي في رجله، وصياصي البقر: قرونها، وربما كانت تركب في الرماح مكان الأسنة، كما ورد فى بعض التفاسير.
وقد ورد فى قاموس المعانى فى معنى الصياصى: "أي: حصونهم، وكل ما يتحصن به يقال له: صيصة، وبهذا النظر قيل لقرن البقر: صيصة، وللشوكة التي يقاتل بها الديك: صيصة، والله أعلم بمراده وأسرار كتاب".
وكلمة "صياصى" بذلك تطلق على الحصون التى بها أسلحة تستخدم للقتال والدفاع، وهى ميزة تختص بها عن الحصون، فالصياصى تختص بوجود السلاح بعكس الحصن والذى لايشترط فيه ذلك.
كما يلاحظ هنا فى الآية الكريمة أنها بدأت بكلمة "وأنزل"، وفى هذا دليل على أنه لايطلق لفظ "الصياصى" الا على الحصون الموجودة بالأماكن المرتفعة فقط، فى حين أن كلمة "حصن" يمكن أن تكون بمكان مرتفع أو فى المواقع الأخرى.
المؤلفون | أ.د. يحيى حسن وزيري |
التصنيف | العلوم الهندسية |
الوسوم | الفرق بين الحصون والصياصى |
عدد المشاهدات | 414 |
عدد المشاركات | 0 |
شارك المادة | |
تحميل المادة | تحميل المادة |