يقول الله تعالى على لسان ذى القرنين:
( قال ما مكنى فيه ربى خير فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردما، ءاتونى زبر الحديد حتى إذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا حتى إذا جعله نارا قال ءاتونى أفرغ عليه قطرا، فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا)
(الكهف/ 95- 97).
السد أعم فى المعنى من الردم، فكلمة السد استخدمت فى القرآن الكريم بالمعنى المادى وهو الحاجز، ويستنبط ذلك من
قوله تعالى:
(قالوا ياذا القرنين ان يأجوج وماجوج مفسدون فى الأرض، فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا)
(الكهف: 94)،
وكذلك بمعنى الحاجز الطبيعى وهو الجبل فى قوله تعالى: (بين الصدفين) أى الجبلين، كما ورد فى القرآن الكريم بمفهوم معنوى أى حاجز وساتر معنوى يغشى الأبصار،
حيث يقول سبحانه وتعالى:
(وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا، فأغشيناهم فهم لايبصرون)
(يس: 9).
أما الردم فهو السد حين يجعل بعضه على بعض حتى يتصل، وقيل الردم أبلغ من السد، إذ السد ما يسد به والردم وضع الشيئ من حجارة أو تراب أو نحوه حتى يقوم من ذلك حجاب منيع.
والردم لايكون فيه فتحات أو فجوات ويكون له سمك وارتفاع كبير (فمااسطاعوا أن يظهروه ومااستطاعوا له نقبا)، فهو أنسب وأكثر قوة لعمليات التحصين والدفاع والحماية، لذلك عندما طلب قوم يأجوج ومأجوج من ذى القرنين أن يقيم لهم سدا فكان رده عليهم: ( قال ما مكنى فيه ربى خير فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردما)، فاستخدم كلمة الردم بدلا من السد، فلم يستطع قوم ياجوج ومأجوج أن يظهروه أو ينقبوه.
والخلاصة أن الاستعمال القرآن لكلمة "الردم" جاءت فقط فى حالة المعنى المادى فقط، أما السد بمعنى الحاجز فاستخدمت فى القرآن الكريم بالمعنى المادى والمعنوى أيضا.
المؤلفون | أ.د. يحيى حسن وزيري |
التصنيف | العلوم الهندسية |
الوسوم | الفرق بين الردم والسد |
عدد المشاهدات | 3329 |
عدد المشاركات | 5 |
شارك المادة | |
تحميل المادة | تحميل المادة |