الكواكب في القرآن

الكواكب في القرآن

خلق الله سبحانه وتعالى لأهل الأرض كواكبا في السماء زينة لها. قال جل شأنه:

{إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ}

[الصافات : 6].

ومع تأمل علماء الفلك للسماء، رصدوا ثمانية كوكب، والتي كان يعرف منهم قديما خمسة فقط. ثم يكتشف الفلكيون أن عدد الكواكب بشتى أنواعها لا حصر لها داخل مجموعتنا الشمسية، وموزعة في كل موضع فيها، مثل الأقمار وأشباه الكواكب والكواكب القزمة والكويكبات والشهب، ليتبين لنا أن السماء مزينة فعلا بكواكب كما أخبرتنا الآية الكريمة بلك "زينا". فثمانية كواكب فقط، عدد ضئيل مهمل لا يناسب حجم السماء. فزينتها للسماء يتطلب كثرة عددها وتوزيعها في أرجاء السماء.

ومن عظيم بلاغة وإعجاز القرآن أنه وصف لنا توزيع الكواكب كزينة في السماء ككل، وليس داخل حدود المجموعة الشمسية فقط. أي أنه ما من موضع في هذا الكون بأسره إلا وبه كوكبا. ومع تقدم علم الفيزياء الفلكية وعلم فيزياء الكواكب، استطاع علماء الفلك اكتشاف كواكب بعيدة جدا عنا يستحيل رؤيتها لا بالعين المجردة ولا حتى بالتليسكوبات، تدور حول نجوم (شموس) أخرى. وعدد تلك الكواكب لا حصر لها، فحالها حال النجوم تماما من حيث الكثرة والانتشار في أرجاء الكون. لكن اللافت أن القرآن الكريم ألمح لنا ذلك ببلاغة تتخطى الأوصاف، حيث جاء وصف النجوم وأي جرم سماوي مشع (مصباح) أنه زينة أيضا في نفس السماء الدنيا، قال الخالق سبحانه:

{ وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ}

[فصلت : 12].

ليتبين أن السماء الدنيا هي أي موضع في هذا الكون بأسره، وأنه ما من موضع فيه إلا وبه مصابيح وكواكب على سواء، بل وما من نجم في هذا الكون إلا وقد يكون عنده كواكب، تماما كما اكتشفه علماء الفلك. فأي بلاغة هذه تستطيع وصف وإيجاز وصف السماء الدنيا المزينة بالنجوم والكواكب في كافة أرجائها بهذا الجمال. ليتأكد لنا أن القرآن الكريم هو كلام الله حقا وصدقا، سبق العلم بأكثر من ١٤٠٠ عام لأنه كلام خالق الكون. فليتجدد إيماننا بالله الخالق البديع.

المؤلفون د./ أحمد محمد عبد البر
التصنيف علم الفلك والفضاء
الوسوم الكواكب عظمة الكون
عدد المشاهدات 961
عدد المشاركات 2
شارك المادة
تحميل المادة

مواد ذات صلة

الإعجاز العلمي في عظمة الكون

الإعجاز العلمي في عظمة الكون

المحاضرة الحادية عشر، د. رامي معوض، الإعجاز العلمي في عظمة الكون.

سراجًا وقمراً منيراً

سراجًا وقمراً منيراً

أشارت نصوص القرآن الكريم منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام إلى التفريق بين النجم والكوكب ممثلاً في الشمس والقمر،،، وهو ما توصل إليه علماء الفلك الحديث بعد اكتشاف المناظير وإجراء الدراسات الفوتومتريه (الضوئية) والطيفية على النجوم والكواكب خلال القرون القليلة الماضية.