يقول الله سبحانه وتعالى:
﴿وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ﴾
سورة التكوير، الآية 18.
ذكر الامام الطبرى فى تفسيره مايلى: " قوله تعالى : والصبح إذا تنفس أي امتد حتى يصير نهارا واضحا ; يقال للنهار إذا زاد : تنفس ، وكذلك الموج إذا نضح الماء ، ومعنى التنفس: خروج النسيم من الجوف، وقيل : إذا تنفس أي انشق وانفلق ; ومنه تنفست القوس أي تصدعت".
ان التنفس هو الحياة، وهى عملية فسيولوجية يحصل فيها الكائن الحى على الاكسجين ثم يخرج ثانى أكسيد الكربون، فهل الصبح يتنفس أيضا؟.
لقد أوضحت الحقائق العلمية أن أعلى نسبة لغاز الأوزون (O3) فى الجو تكون عند الفجر وتقل تدريجيا لتضمحل عند طلوع الشمس، ولهذا الغاز فائدة كبيرة للجهاز العصبى للانسان، كما أن الأشعة فوق البنفسجية تكون أكبر مايمكن عند الشروق، وهى الأشعة التى تحرض الجلد على صناعة فيتامين (د).
كما أنه خلال وقت الصبح تبدأ النباتات بعملية التمثيل الضوئى حيث تأخذ غاز ثانى أكسيد الكربون (الضار للانسان)، وتخرج بدلا منه غاز الأكسجين بدلا عنه وهو الغاز الذى بدونه تنتهى الحياة.
وتنفس الصبح يعتبر تنفسا حقيقيا لامجازيا، حيث أنه بطلوع الصبح فان الاشعاع الشمسى يسخن سطح الأرض، وبالتالى طبقات الهواء الملامسة له فيسخن ويرتفع الى أعلى عن طريق تيارات الحمل، آخذا معه الهواء الدافئ الملوث نتيجة استقراه طول الليل، وهى عملية أشبه بعملية الزفير، فى حين أن الهواء البارد النقى يهبط من أعلى كى يتنفسه الصبح وباقى الكائنات الحية، فى عملية أشبه بالشهيق.
فكما أن عملية التنفس الفسيولوجية لازمة لحياة الكائنات الحية على سطح الأرض، فان عملية تنفس الصبح للهواء البارد النقى الهابط من أعلى، واطلاق الهواء الساخن بما فيه من ملوثات وغاز ثانى أكسيد الكربون الى أعلا، هام جدا لاستمرار حياة هذه الكائنات.
ان اشارة القرآن الكريم الى تنفس الصبح (والصبح اذا تنفس)، لهو سبق علمى رائع وذلك لثبوت أن الصبح وكأنه رئة حقيقية تتنفس الهواء البارد الهابط من أعلى وتطرد الهواء الدافئ الراكد الى أعلى، فى عملية تشبه عملية الشهيق والزفير فى التنفس الحقيقى.
ألا يدل ذلك على أن القرآن الكريم هو وحى السماء، وأن الله سبحانه وتعالى الذى جعل الصبح يتنفس بقدرته وتدبيره، هو الذى أنزل القرآن الكريم ومافيه من آيات دالة على وحدانيته سبحانه وتعالى.
المؤلفون | أ.د. يحيى حسن وزيري |
التصنيف | علوم الحياة |
الوسوم | تنفس الصبح |
عدد المشاهدات | 463 |
عدد المشاركات | 0 |
شارك المادة | |
تحميل المادة | تحميل المادة |