قال تعالى: {وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ مَا فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ} [الْأَنْعَام: 38].
يقول الطبرى: يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: قل لهؤلاء المعرضين عنك، المكذبين بآيات الله: أيها القوم, لا تحسبُنَّ الله غافلا عما تعملون, أو أنه غير مجازيكم على ما تكسبون! وكيف يغفل عن أعمالكم، أو يترك مجازاتكم عليها، وهو غير غافل عن عمل شيء دبَّ على الأرض صغيرٍ أو كبيرٍ، ولا عمل طائر طار بجناحيه في الهواء، بل جعل ذلك كله أجناسًا مجنَّسة وأصنافًا مصنفة, تعرف كما تعرفون، وتتصرف فيما سُخِّرت له كما تتصرفون, ومحفوظ عليها ما عملت من عمل لها وعليها, ومُثْبَت كل ذلك من أعمالها في أم الكتاب, ثم إنه تعالى ذكره مميتها ثم منشرها ومجازيها يوم القيامة جزاءَ أعمالها.
لقد اكتشف العلماء فى السويد أن خنفساء الروث تسترشد بالنجوم و بدرب التبانة فى معرفة أقصر الطرق لسيرها و ذلك عن طريق إستخدام خاصية تحديد المواقع ( جى بى أس ) و تم نشر البحث فى يناير فى مجلة فى 2013 in the scientific journal Current Biology، ووجد العلماء أن الخنفساء تنظر الى السماء ثم تلتقط صورة للنجوم و تقوم بتخزينها فى مخها الدقيق جدا و الذى يبلغ حجمه ربع حبة السمسم ، سبحان الله ، و عندما تسير تستخدم هذه الصورة المخزنة فى مخها للإسترشاد بها فى السير و هى تدفع كرة الروث أمامها فى خط مستقيم ، و هذه الكرة تحتوى على بيضها و الذى عندما يفقس يقوم الصغار بالتغذية على هذه الكرة . و للعجب فإن الذكر و الأنثى يتناوبان على دفع هذه الكرة حتى يفقس البيض . . و عندما قام العلماء بتغطية رأس الحشرة من أعلى ، ضلت طريقها و ظلت تسير فى دوائر و ليس فى خط مستقيم كما فى حالتها الطبيعية . و عندما وضع العلماء هذه الحشرة فى المعمل و صنعوا لها سماء صناعية فيها ما يشبه الشمس و القمر و النجوم كانت الحشرة تسترشد بالنجوم فى سيرها و عندما غير العلماء و ضع النجوم فى السماء الصناعية غيرت الحشرة مسارها . من أعطى هذه الحشرة الصغيرة كل هذه المعلومات لتسترشد بها و هداها لكى تنظر الى السماء لمعرفة طريقها . فسبحان الله تعالى الذى قال :
"وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ مَا فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ" [الْأَنْعَام: 38]
. فعلا فهذه الخنفساء تتصرف كما يتصرف البشر فى الإسترشاد بالنجوم ، كما قال تعالى : وعلامات َبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ. (النحل :16) . عن ابن عباس ( وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ ) يعني بالعلامات: معالم الطرق بالنهار، وبالنجم هم يهتدون بالليل . فسبحان الذى خلق فسوى و الذى قدر فهدى.
المؤلفون | أ.د. مصطفى إبراهيم حسن |
التصنيف | علوم الحياة |
الوسوم | خنفساء الروث |
عدد المشاهدات | 636 |
عدد المشاركات | 0 |
شارك المادة | |
تحميل المادة | تحميل المادة |