النص المعجز:
(وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ )22)
سورة الذاريات
المعانى اللغوية والتفسير: قال الإمام بن جرير الطبرى: وفينا آيات كثيرة, هذا السمع والبصر واللسان والقلب, لا يدري أحد ما هو أسود أو أحمر, وهذا الكلام الذي يتلجلج به, وهذا القلب أيّ شيء هو, إنما هو مضغة في جوفه, يجعل الله فيه العقل, أفيدري أحد ما ذاك العقل, وما صفته, وكيف هو. وفي أنفسكم أيضا أيها الناس آيات وعِبر تدلُّكم على وحدانية صانعكم, وأنه لا إله لكم سواه, إذ كان لا شيء يقدر على أن يخلق مثل خلقه إياكم ( أَفَلا تُبْصِرُونَ ) يقول: أفلا تنظرون في ذلك فتتفكروا فيه, فتعلموا حقيقة وحدانية خالقكم.
التوجيه العلمى:
يحتوي الجسم البشري على نحو 100 تريليون خلية ، وبكل خلية 46 كروموسوم داخل نواة لا يتعدى قطرها 2 ميكرون (الميكرون يساوى واحد على مليون من المتر)، عليها أربعة أنواع من القواعد النيتروجينية وهذا باختصار الأحرف لكلماتها A وT وC وG . وكروموسومات الإنسان عليها 3.2 يليون زوج من هذه القواعد النيتروجينية ، وهى التى تتنوع بها الصفات الوراثية ، فمثلا اللغة العربية بها 28 حرفا إلا أن ترتيب الحروف التي تتكون منها الكلمات هو الذي يجعلها ذات معنى، فترتيب هذه القواعد النيتروجينية يحدد الصفات الوراثية لكون هذا الكائن الحي إنساناً أو حيوانا أو نباتا أو حشرة أو طيرا . وإذا أردنا أن نقرأ هذه القواعد النيتروجينية التى على الجينوم البشري بسرعة حرف واحد في الثانية لمدة 24 ساعة يومياً، فسيستغرق الأمر قرناً كاملاً للانتهاء من قرائتة . ويحتاج الطبّاع typist الذي يكتب بسرعة 60 كلمة في الدقيقة (نحو 3600 حرفاً فى الساعة ) ولمدة ثماني ساعات يومياً، إلى نصف قرن للانتهاء من طباعة الجينوم البشرى لفرد واحد! ، ويبلغ طول الدنا DNA الموجود في كل خلية من خلايانا 1.8 متر. وإذا تم فرد جميع الدنا DNA الموجود في الجسم البشري طرفا لطرف، يمكن للخيط الناتج أن يصل من الأرض إلى الشمس وبالعكس 600 مرة [100 تريليون ×1.8 متر مقسومة على 148.800.000 كيلومتر = 1200. وتكفي المعلومات التي يحتوي عليها الجينوم البشري لملء كتب ورقية يبلغ ارتفاعها 61 متراً، أي ما يوازي المعلومات التي يحتوي عليها 200 دليل للهواتف الأرضية يحتوي كل منها على 500 صفحة. وهذا لفرد واحد من البشر فما بالكم بمن يعيش الآن ومن مات من قبل ومن سيأتى من بعد هنا تقف أمام عظمة الخالق سبحانه وتعالى عندما يستخدم هذه القواعد النيتروجينية الأربعه فى هذا التنوع الهائل فى اختلاف صفات وألوان البشر على الأرض مما يجعلنا نتفكر فى أنفسنا (وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ) ، ونتفكر أيضا فى تنوع جميع الكائنات الحية الموجدة فى كوكبنا (هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (11) سورة لقمان.
أوجه الإعجاز:
كل خلية فى جسم الإنسان هى دائرة معارف مدمجة فى قرص لا يتعدى قطره 2 ميكرون ، فأى سوبر كمبيوتر فى العالم بهذا الحجم وعليه هذا الكم الهائل من الأحرف والمعلومات؟ فهل تعلم النبى محمد صلى الله عليه وسلم هذه العلوم حتى يقول هذا الكلام العلمى الدقيق فى مضمونه ومعناه أم هو وحى من الله الخلاق العليم ؟ وكل هذا التنوع الهائل لهذه الكائنات الحية ناشىء عن أربعة أحرف وهى التى أودع الله عز وجل فيها التنوع لاختلاف ترتيبها مما ينتج عنها اختلاف فى الصفات والشكل والوظائف الفسيولوجية فسبحان من خلق وصدق الله العظيم (وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ) ، وهذا يدل على صدق الرسالة وصدق الرسول وأن القرآن الكريم كتاب علم وهداية.
المؤلفون | أ.د. حنفي محمود مدبولي |
التصنيف | علوم الحياة |
الوسوم | دائرة معارف الخلية |
عدد المشاهدات | 421 |
عدد المشاركات | 0 |
شارك المادة | |
تحميل المادة | تحميل المادة |