سقف من فضة

سقف من فضة

 يقول الله سبحانه وتعالى:

" ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة ومعارج عليها يظهرون، ولبيوتهم أبوابا وسررا عليها يتكئون وزخرفا وان كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا، والآخرة عند ربك للمتقين"

(الزخرف: الآيات 33-35)

   لماذا اختار الله سبحانه وتعالى معدن الفضة، كمادة يمكن استعمالها في تشطيب ونهو السطح الخارجي لبيوت الكفار، وهل يمتاز معدن الفضة على باقى المعادن كالذهب مثلا بصفات معينة؟،

كى نجيب على هذه الأسئلة فيجب أن نرجع الى الخصائص الفيزيائية للفضة، هذا الفلز ذو اللون الأبيض الناصع جدا إذا كان نقيا، حيث تتفوق الفضة على بقية الفلزات بعدة خصائص نذكر منها ما يلي:

1- الفضة هي أفضل الفلزات في القدرة على نقل الحرارة وتوصيلها، ولاينازعها في هذه الصفة فلز آخر أو حتى أي مادة مصنعة كيميائيا.

2- الفضة هي أفضل الفلزات في توصيل الكهرباء وأقلها مقاومة لمرور التيار الكهربائي.

3- للفضة قدرة عالية جدا على عكس الضوء المرئي، ولهذا تستخدم في صناعة المرايا، ويمكن ترسيبها لهذا الغرض على الزجاج أو بعض الفلزات الأخرى، وحينما يكون ترسيبها حديث العهد فإنها تكون أفضل عاكس معروف للضوء.

4- الفضة هي أكثر الفلزات بياضا.

5- أحد الخواص العظيمة للفضة هي قدرتها على قتل البكتريا.

   وهنا يبرز سؤال هام.. كيف يمكن أن يؤدى استعمال الفضة فى بيوت الكفار أن يجعل الناس أمة واحدة على الكفر؟.

  إن الإجابة تكمن في خاصيتين هامتين تتميز بهما الفضة، الخاصية الأولى هي أنها أكثر الفلزات بياضا، والخاصية الثانية أنها عندما يكون ترسيبها حديث العهد فإنها تكون أفضل عاكس معروف للضوء، وهذا يعنى أنه عندما تسقط أشعة الشمس على أسقف وحوائط  بيوت الكافرين أثناء النهار فإنها تنعكس انعكاسا شديدا، ويلاحظ أن الآية الكريمة قد ذكرت البيوت بصيغة الجمع مما يدل على أن هذه البيوت تتجمع معا لتكون مجموعة سكنية أو حيا سكنيا، وبذلك تظهرهذه البيوت من شدة الانعكاسات كالنجوم المتلألئة، ومن شدة هذه الانعكاسات يمكن أن تظهر في أوقات معينة وكأن النور ينبعث منها، أما ليلا فانه مع التقدم الفني واستخدام الإضاءة الصناعية يمكن أن يستمر وجود هذه الانعكاسات بالليل أيضا، فكلما نظر الناس لهذه البيوت سواء بالنهار أو الليل وجدوها تتلألأ وربما خيل إليهم أن النور يخرج منها، ومن هنا يمكن أن تحدث الفتنة فينتقل كثير من الناس من الايمان الى الكفر، انبهارا ببيوت الكفار.


متحف جوجنهايم بإسبانيا، نموذج حديث لاستخدام معدن التيتانيوم الشبيه فى مظهره الخارجى بمعدن الفضة.


المؤلفون أ.د. يحيى حسن وزيري
التصنيف العلوم الهندسية
الوسوم سقف من فضة
عدد المشاهدات 475
عدد المشاركات 0
شارك المادة
تحميل المادة

مواد ذات صلة

لا توجد عناصر