يقول الله تعالى:
﴿أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَ وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ﴾
( النور، 40).
يقول الامام الطبرى فى تفسيره: " وهذا مثل آخر ضربه الله لأعمال الكفار، يقول تعالى ذكره: ومثل أعمال هؤلاء الكفار، في أنها عمِلت على خطأ وفساد وضلالة وحيرة من عمالها فيها، وعلى غير هدى، مثَلُ ظلمات في بحر لجِّيّ، ونسب البحر إلى اللجة وصفًا له بأنه عميق كثير الماء، ولجة البحر معظمه ( يَغْشَاهُ مَوْجٌ ) يقول: يغشى البحر موج ( مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ ) يقول: من فوق الموج موج آخر يغشاه، ( مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ) يقول: من فوق الموج الثاني الذي يغشى الموج الأوّل سحاب".
لقد أوضحت الدراسات الحديثة اشتداد الظلام في البحر العميق مع ازدياد عمق البحر حتى يسيطر الظلام الدامس الذي يبدأ من عمق (200متر) تقريباً، ويبدأ عند هذا العمق المنحدر الحراري الذي يفصل بين المياه السطحية الدافئة ومياه الأعماق الباردة، كما توجد فيه الأمواج الداخلية التي تغطي المياه الباردة في أعماق البحر، وتشتد الظلمة أكثر وأكثر في الأعماق السحيقة على عمق 1000متر تقريباً، ولكل عمق من هذه الأعماق كائنات بحرية محددة تعيش فيه، ونجد أن فى الأعماق المظلمة توجد أسماك وكائنات زودها الله بأعضاء مضيئة لترى في الظلام وتلتقط فريستها (ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور).
كما أوضحت الاكتشافات العلمية الحديثة، أن الأمواج الداخلية تغطي البحر العميق وتمثل حداً فاصلاً بين البحر العميق والبحر السطحي، كما يغطي الموج السطحي سطح البحر ويمثل حداً فاصلاً بين الماء والهواء ولم تكتشف الأمواج الداخلية إلا في عام 1904م.
كما أكدت الدراسات الحديثة على وجود الأمواج الداخلية بالبحار العميقة، وهى تسير بسرعات بطيئة تقدر بحوالى 2.40 كم/ساعة، ولكن بارتفاعات كبيرة جدا فى المياه العميقة تصل الى حوالى 305م، وكمثال على ذلك الأمواج العميقة فى بحر "تاسمان" Tasman Sea.
كل هذه الحقائق المبهرة أشارت اليها الآية الكريمة منذ أكثر من أربعة عشر قرنا، لتكون شاهدة على عظمة وسبق القرآن الكريم.
المؤلفون | أ.د. يحيى حسن وزيري |
التصنيف | علوم الحياة |
الوسوم | ظلمات البحار والأمواج الداخلية |
عدد المشاهدات | 472 |
عدد المشاركات | 0 |
شارك المادة | |
تحميل المادة | تحميل المادة |