أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: (قال رسول الله ﷺ: (إنَّ في الإنْسانِ عَظْمًا لا تَأْكُلُهُ الأرْضُ أبَدًا، فيه يُرَكَّبُ يَومَ القِيامَةِ قالُوا أيُّ عَظْمٍ هُوَ؟ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: عَجْبُ الذَّنَبِ.
التوجيه العلمى:
من خلال أبحاث العلماء فى القرن العشرين والحادى والعشرين تبين لهم أن الشريط الأولى والذى ينتهى بعجب الذنب والخلايا التى فيه لها من الخصائص ما ليس لغيرها من خلايا بالجسم، ومن هذه الخصائص:
أن عجب الذنب لا يتأثر بالعوامل الفيزيائية، ولا الكيميائية فلا تأكله الأرض ولا يبلى بل باق إلى يوم البعث.
ورد فى التقارير الطبية التى سجلت عن ورم المسخ من عظم العصعص - من مختلف قارات العالم من أسيا وأفريقيا وأوروبا وأمريكا - أن هذا الورم جاء من الخلايا المتبقية من الشريط الأولى والذى يبقى جزء قليل منه فى عظم العصعص.
تم عزل ثلاثة صفوف من الخلايا الجذعية متعددة القدرات (والتى لها صفة تكوين خلايا وأنسجة مختلفة كخلايا الكبد والخلايا العضلية، والعصبية، والعظمية والغضروفية، والجلدية وخلايا القلب والبنكرياس.....)، من ثلاثة أنواع من الأورام العصعصية، وتم استخدامها فى علاج بعض الأنسجة التالفة وهو ما يعرف فى صيحة العلماء الحديثة العلاج بالخلايا الجذعية.
وقد استدل على اعادة تخليق الأجنة من بقايا خلايا الشريط الأولى وعقدته الأولية فى أبحاث جديدة فى القرن العشرين والقرن الحادى والعشرين منها: ما أثبته علماء الطب والأجنة وعلماء البيولوجى قدرة خلايا الشريط الأولى على تخليق جنينا كاملا من جنسها وإن كانت مغايرة للشريط الأولى للجنين المضيف ( تم زرع خلايا بط فى جنين أولى لكتاكيت الدجاج فكان الجنين الجديد بطا بجانب جنين الدجاج). كما تم زراعة الخيط الأولى لجنين طائر السمان فى جنين مضيف من الدجاج فنما جنين السمان فى الجنين المضيف.
كما قام العلماء بقطع جنين ضفدع إلى نصفين فى بداية تكوين الشريط الأولى والعقدة الأولية فنما كل نصف منهما وكون جنينا كاملا.
أوجه الإعجاز العلمى:
قوله ﷺ فى هذا الحديث (فيه يركب) أن هذا الجزء سيكون فيه تركيب الجسد مرة أخرى، وتأتى "فيه" فى اللغة بمعنى "منه"، وورد فى بعض أحاديث النبى محمد ﷺ (منه يركب) بالمعنى الدقيق الذى تحتويه لأن"من" أما تبعيضية أى من جزء منه أى من خلاياه ، وهذا يتحقق علميا لأن كل خلية منه متعددة القدرة أى قادرة على أن تعطى جميع الأنسجة والأعضاء والأجهزة، أو ابتدائية وتعنى أن ابتداء الخلق من هذا الشريط أو الخلايا التى فى هذا الشريط، وهذا ما أثبته العلماء حيث ذكروا فى أبحاثهم أن بداية تكوين الجنين يكون مع بداية تكون الشريط الأولى، وإذا لم يتكون الشريط الأولى لم يتخلق الجنين وهذا إعجاز علمى فى قوله ﷺ (منه خلق). وأما قوله ﷺ : (فيه يركب) فقد أثبتها العلماء المتخصصون عندما قاموا بقطع هذا الجزء (الخيط الأولي والعقدة الأولية) وزرعه في جنين أخر في المراحل الجنينية المبكرة في الأسبوع الثالث والرابع، فأدى ذلك إلى نمو جنين ثانوي من هذه القطعة المزروعة في الجنين المضيف، وقاموا بسحقه وغليه وحرقه وتعرضه لبيئة حمضية أو قلوية ثم زرعه مرة أخرى فى جنين مضيف فنما الجنين الثانوى دون أن تتأثر مادته الوراثية بكل هذا العوامل البيئية الصعبة، وقامو بقطع جنين ضفدع إلى نصفين فنما كل نصف إلى جنين كامل، كما يحدث فى التوائم المتماثلة، وهذا يدل على قوله ﷺ (وفيه يركب). وهذه الأدلة العلمية الخمسة التى ذكرتها فى معنى قوله ﷺ (منه يركب) وهذه التجارب التى قام بها العلماء تؤكد صدق حديث المصطفى ﷺ، الذي يعتبر سبق علمى لكافة العلوم المكتسبة بأكثر من ألف وأربعمائة سنة. وأن السنة النبوية الصحيحة بها أصول وكنوز للعلوم الطبيعية كما للقرآن الكريم، وهذا يدل على عظمة شريعة الإسلام، وعلى خلودها بما فيها من كنوز علمية سواء تم اكتشافها أو لم تكتشف حتى الآن، وعلى علماء المسلمين أن يبينوا ذلك للعالم أجمع.
المؤلفون | أ.د. حنفي محمود مدبولي |
التصنيف | العلوم الطبية |
الوسوم | عجب الذنب فيه يركب الخلق يوم القيامة |
عدد المشاهدات | 445 |
عدد المشاركات | 2 |
شارك المادة | |
تحميل المادة | تحميل المادة |