عذاب قوم فرعون بين القرآن و التوراة ( أول حرب بيولوجية فى التاريخ )

ورد عذاب قوم فرعون فى القرآن الكريم و التوراة , قال تعالى فى سورة الأعراف – 133 :

فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ

 فى هذا الاية نجد ان الله ارسل خمسة انواع من العذاب على قوم فرعون. فى تدبر هذه ا لآية من الناحية نستكشف  حقائق علمية مدهشة  فى تسلسل عجيب للعذاب ، لقد بدأ العذاب بالطوفان ثم اعقيه بقية الأربعة  أنواع الأخرى  من العذاب . من الناحية العلمية و التاريخية نجد أن كل انواع العذاب التى اتت بعد الطوفان لا يمكن ان تحدث الإ اذا حدث  الطوفان اولا،  و ذلك لأن  الطوفان يمهد لتوالد و تكاثر الجراد حيث ان  التدمير الذى احدثه الطوفان الذى اتى على بيوتهم و دمر مساكنهم  ثم اعقبه هجوم الجراد الكاسح والمدمر على زراعاتهم و محاصيلهم نتيجة لذلك تبدأ الهجرة الجماعية لقوم فرعون الى أماكن أخرى غير المدمرة  مما ينتج عنه التزاحم فى الهجرة والتصاق اجسادهم ببعض مما يجعلهم هدفا لإنتشار القمل فى اجسادهم مما جعلهم عائلا ممتاذا لأنتشار القمل.

 هذا القمل يعتبر ناقلا مؤكدا لمرض حمى التيفوس و هو مرضا وبائيا يبيد الآلاف كما حدث فى اوروبا فى القرن السادس حيث تسبب فى موت 25 مليون إنسان فى اوروبا،  ايضا يصيب أنواع من القمل الحيوانات ويتسبب فى وفاتها , ايضا هناك انواع من القمل تتغذى على النباتات و تتسبب فى موتها. لذلك اتت كلمة القمل فى الآية بالجمع نظرا لتنوع أنواع القمل، ايضا ترتب على الطوفان انتشار البرك و المستنقعات التى اصبحت بيئة صالحة  لتكاثر و انتشار الضفادع التى اصبحت بالآلاف وتلعب الضفادع ايضا دورا فى إصابة الإنسان بالأمراض،

  كما أنها يمكن ان تمنع الإنسان من النوم نتيجة اصواتها المزعجة خاصة ان اعدادها انتشرت بالآلاف مما حرم النوم على فرعون و قومه.  نتيجة انتشار البرك و المستنقاعات  و المياه الضحلة انتشر مرض البلهارسيا الذى من مضاعفاته حدوث نزف للدم من الفم والأنف والمجارى البولية والمستقيم وحدوث مضاعفات فى اصابة الكبد بالتضخم و التليف وايضا الطحال و يعتبر الكبد و الطحال من الدم حيث قال الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم ): أحل لكم ميتتان السمك و الجراد وأحل لكم دمان الكبد و الطحال. لذلك يعد عذاب قوم فرعون بهذا التسلسل الذى ورد فى الاية من الإعجاز العلمى الرائع  حيث لا يمكن أن يسبق عذاب منها عذابا آخر بينما نجد أن عذاب قوم فرعون الذى ورد فى التوراة  قد وقع فى عشرة أنواع من العذاب هى:

1- الدم 2-الضفادع  3-البعوض 4- الذباب 5-القروح و الدمام  6-البرد 7-الجراد 8-الظلام 9-الوباء للبهائم 10- موت الأبكار . اذا تتبعنا أنواع العذاب السابقة فى التوراة نجد انه ليس بينها اى نوع من الترتيب العلمى المنطقى و لا يمكن تفسيرها علميا  كما قال علماء الغرب , بينما نجد أن العذاب الذى ورد فى القرآن مرتب علميا و منطقيا مما يقطع بصدق القرآن و تحريف التوراة.

حيث قال تعالى:

إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون

– صدق الله العظيم.