نورانية القمر مع كونه مظلماً في ذاته

نورانية القمر مع كونه مظلماً في ذاته

الغرض من الومضة / التوفيق بين ما جاء في 

قوله تعالي

" هو الذي جعل الشمس ضياءً والقمر نوراً"

سورة يونس الآية 5   

وكذلك ما جاء في قوله

" وجعل الشمس سراجاً وقمراً منيراً"

سورة الفرقان الآية 61

الإفادة: -

التفسير العلمي

  • القمر جسم مظلمُ وأن نوره مستمدُ من الشمس ولولا نور الشمس المنعكس إلينا منه لما رأيناه والدليل على ذلك عند اقتران القمر بالشمس في لحظة المحاق وقربه الشديد منها حيث يكون نصفه المتجه نحو الأرض في الظلام فلا ينعكس عليه نور الشمس وهذه الفائدة الأولي. 

  • لحظة الكسوف الشمسي وخسوف القمر في ليلة بدره ووقوع ظل الأرض علي القمر فيخسف القمر في ليلة بدره وتنكسف الشمس بداية كل شهر قمري، والأصل في ذلك أن جرم الأرض وجرم القمر كلاً منهما أصغر بكثير من جرم الشمس وبذلك صار شكل ظليهما مخروطاً والشكل المخروط هو الذي قاعدته غليظة مستديرة وآخره دقيق وظل الأرض يبتدئ من سطحها ويمتد في الهواء مخروطاً حتي يصل الي فلك القمر ويكون قطر هذا الظل حيث يمرُ القمر في وقت مقابلة الشمس مثل قطر جرم القمر مرتين وثلاثة أخماس.

  • الأرصاد الفلكية تؤكد أنه عند تواجد الشمس في إحدى العقدتين يكون مرور القمر في سمك الظل كله ممنوعاً عنه نور الشمس فينخسف نوره فإذا خرج من الجانب الآخر انجلي نوره، أي بمقدار ما انعكس إليه نور الشمس ووجدوا الظل يبتدئ من سطحه ويمتد منخرطاً في سمك بعضه والباقي في الهواء.

الإعجاز في ذلك: -

وعلي ما سبق فإن الله تعالي خلق الشمس والقمر مذلَلات تابعات لتصرفه غير ممتنعات عمّا أراده الله تعالي بكونها سائرة دائماً متحركة بالحركة المستمرة حيث شاء الله وهنا أفرد الشمس والقمر بالذكر لما لهما من مزيد الإشراق والنور وبسيرهما في المنازل تُعرف الأوقات وقدم الشمس علي القمر لأنها أسني نوراً من القمر وأسمي مكانة منه ولأن نورها ذاتي ونور القمر مستفاد منها بخلاف أوضاعه بحسب وضعه بالنسبة للشمس وقربه منها وبعده عنها وارتبطا أيضا بحركة دائمة لا يفتران الي انقضاء الدنيا وما فيها

في قوله تعالي

"وسخر الشمس والقمر دآئبين...."

سورة إبراهيم الآية 33

وعلي ذلك نقول بأن خلو القمر من الهواء يستلزم سرعة انتقاله من شدة النور الي شدة الظلام وقت ما تختفي الشمس وهو يدور على محوره مرة كل شهر فيشتد الحر في النصف المواجه للشمس ويشتد البرد في النصف المتجه عن الشمس والقمر نفسه مظلم مضيء بنور الشمس المنعكس على سطحه فنور القمر إنما هو نور الشمس الواقع على القمر المنعكس إلينا.

والذي تقضيه الحكمة الإلهية في قوله "وجعل الشمس سراجا" أنه جعلها تزيل الظلمة أي ظلمة الليل ويُبصر بها أهل الدنيا وهذا شبيه بمثل يُبصر أهل البيت في ضوء السراج وهذا تشبيه عظيم بالغ الفائدة لأن السراج القائم ضياؤه بذاته وهو أبلغ من النور فيه بخلاف القمر، كذلك في قوله "تلها" أي امتلأ واستدار فكان تابعاً لها في الإستدارة وكمال النور.

متي كان القمر على محوره مرة كل شهر أي يدور في نفس مدة دوران الأرض متزامناً معها ينتج عن ذلك أنه يواجه الأرض بنصف واحد على الدوام والنصف الثاني لا نراه. فالشمس مصدر الضوء والنور معاً وأما القمر فمصدر النور الأضعف وهذا اتضح في معاجم اللغة أن النور والضوء يترادفان في الدلالة على الوضوح ويشيران الي نفس القصد والمغزى وهو الوضوح والتجلي.

المؤلفون د./ أحمد محمد عبد البر
التصنيف علم الفلك والفضاء
الوسوم نورانية القمر مع كونه مظلماً في ذاته
عدد المشاهدات 717
عدد المشاركات 1
شارك المادة
تحميل المادة

مواد ذات صلة

لا توجد عناصر