هل يستطيع الإنسان أن يعيش خارج كوكب الأرض؟

هل يستطيع الإنسان أن يعيش خارج كوكب الأرض؟

لقد أوضحت آيات القرآن الكريم  فى سور عديدة الإجابة على هذا السؤال، حيث اشارت الآيات بأن الإنسان خلق من الأرض، و الأرض هى المكان المثالى الذى هيئه الله تعالى للإنسان لكى يعيش فيه،  و سوف يعود الى الأرض عند موته، ولسوف يبعث من الأرض يوم القيامة .                                                                                     
كما خلق  الله تعالى  جسم الإنسان و هيئه للعيش على الأرض و ليس على اى كوكب آخر.

وقال تعالى: 

مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَىٰ

(سورة طه:25) قال تعالى:

هُوَ الَّذِي  جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ ۚ 

( فاطر- 39) .

و قال تعالى:

  هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ

(هود – 61)


سوف نستعرض الحقائق العلمية التى توصل اليها علماء الفضاء عند ملاحظتهم صحة  رواد الفضاء عند سفرهم فى مركبات الفضاء و عند إقامتهم فى محطات الفضاء الدولية وايضا  عند عودتهم الى الأرض مرة اخرى.

وجد العلماء إن وظائف الأعضاء البشرية مهيأة للحياة  على الأرض ، ولاحظ العلماء عدة آثار سلبية على حياة الإنسان عند سفره و إقامته فى الفضاء الخارجى منها: تدهور الهيكل العظمي  ، والإصابة الشديدة  بهشاشة العظام ،  تفقد العظام 1.5% من حجمها تدريجيا مما يسبب تآكل العظام ، تباطؤ وظائف  القلب والأوعية الدموية مما يهدد حياة رائد الفضاء  حيث يؤثر  انعدام الجاذبية على وصول الدم الى القدمين و تصبح اقدام رواد الفضاء شبيهة بأرجل الدجاجة اى رفيعة جدا و لذلك يقومون بممارسة الرياضة على الأجهزة الرياضية المتواجدة لتجنب ذلك .انخفاض إنتاج خلايا الدم الحمراء نتيجة انعدام الجاذبية  مما يؤثر على التنفس و يهدد حياة رائد الفضاء ، اضطرابات التوازن و السمع و البصر   و يحدث تداخل بين حاسة السمع و البصر مما يصيب الإنسان بالتشويش , فقدان الحس العميق و الإصابة بالإكتئاب ، التغيرات في توزيع السوائل .  

نقص الأكسيجين و هو أكبر تهديد لحياة الأنسان فى الفضاء حيث  يلزم وجود20%  من الأكسجين في الهواء الذى نتنفسه، وعند مستوى أقل من ذلك، يصبح رائد الفضاء معرضاً للخطر  حيث  يسبب نقص الأكسيجين و فراغ الفضاء  فى الصداع و فقدان الوعى و الموت  بعد  مدة تتراوح من عدة ثوان الى دقيقتين ،  حيث يصل الدم غير المؤكسج إلى الدماغ مما يؤدى الى الأعراض السابقة .  كما يغلي الدم وسوائل الجسم الأخرى عند انخفاض ضغطها .

إن كل الظواهر السابقة قد لخصها الله سبحانه و تعالى فى آيات عديدة من السور السابق ذكرها  و فى سورة الحجر:

(وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا مِّنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ.. لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ )

( 14،15- سورة الحجر )

                                                   
  و قد اشارت الآيات بأن الأرض هى مكان خلق الإنسان و  مكان معيشته و مكان موته و ليس  الفضاء . هذه  التأثيرات السلبية على حياة الإنسان خارج كوكب الأرض ، لم يعرفها العلماء  إلا منذ ثمانون عاما فقط بعد أول رحلة للإنسان الى الفضاء الخارجى سنة 1961 و بعد الرحلات المتتالية الى الفضاء حتى يومنا هذا، بينما ذكرها الخالق عز و جل منذ أكثر من  14 قرنا من الزمان فى كتابه الكريم. فسبحان الذى خلق فسوى و الذى  قدر فهدى،  و صل الله و سلم على نبينا  الكريم و على آله و صحبه و سلم.

رائد الفضاء معلقا فى الفضاء بين السماء و الأرض


رائد الفضاء معلقا خارج مركبة الفضاء

المؤلفون أ.د. مصطفى إبراهيم حسن
التصنيف علوم الحياة
الوسوم علوم الأرض
عدد المشاهدات 2729
عدد المشاركات 3
شارك المادة
تحميل المادة

مواد ذات صلة

نشأة الكون

نشأة الكون

نشأة الكون.

سبعة أيام في تنزانيا

سبعة أيام في تنزانيا

سبعة أيام في تنزانيا- برنامج دواء من السماء - د. محمد العجرودي- ا.د.احمد مليجي.

بأس الحديد ومنافعه

بأس الحديد ومنافعه

تشير الآية الخامسة والعشرين من سورة الحديد إلى إنزال الحديد من السماء للأرض، وتؤكد الآية بأس الحديد الشديد ومنافعه الضرورية للناس والتي لايمكن الإستغناء عنها. فالحديد عنصر فلزي شديد البأس، حيث تمتلك نواة ذرة الحديد أعلى قدر من طاقة التماسك؛‏ ولذا يُعتبر الحديد أكثر العناصر الكيميائية استقرارًا على الإطلاق بسبب توازن القوة الكهرومغناطيسية والقوة النووية القوية داخل نواة الذرة.