أشار العديد من الجغرافيين والمؤرخين المسلمين فى كتبهم الى فكرة توسط مكة المكرمة (أم القرى) للأرض، فعلى سبيل المثال فقد أشار الجغرافى العربى ياقوت الحموى (ت 626 هـ) الى وسطية أم القرى فى كتابه "معجم البلدان" حيث قال: " أم القرى من أسماء مكة، قال نفطويه: سميت بذلك لأنها أصل الأرض منها دحيت،..... وقال ابن دريد: سميت مكة أم القرى لأنها توسطت الأرض، والله أعلم، وقال غيره: لأن مجمع القرى اليها، وقيل: بل لأنها وسط الدنيا فكأن القرى مجتمعة اليها...".
و"نفطويه" الذى استشهد به ياقوت الحموى فى النص السابق هو امام حافظ، وإمام من أئمة النحو وفقيه، ولد في ( 244 هـ ـ 858م، وتوفي في323 هـ ـ 935م)، أما ابن دريد فهو من علماء اللغة العربية، ولد في (223 هـ837/م، وتوفي في 321هـ933 /م).
لذلك فاننا نجد بعض الجغرافيين المسلمين رسموا خريطة للعالم ومكة المكرمة والمدينة المنورة تقعان فى وسطها، هكذا كانوا يعتقدون بأن مكة تقع وسط يابسة الأرض، ومن أشهر وأهم هذه الخرائط خريطة قام برسمها الجغرافى المسلم ابن الوردى (ت749 هـ / 1349 م )، وأوردها فى كتابه "خريدة العجائب وفريدة الغرائب"، وقد ذكر فى كتابه هذا أن الكعبة سرة الأرض ووسط الدنيا.
برنامج (آيات الآفاق والأنفس)موضوع الحلقة (الإعجاز التشريعي في إختيار موقع مكة المكرمة)للأستاذ الدكتور/ يحيى حسـن وزيريأستاذ العمارة الإسلامية والمدير العلمي للمركز الدولي لأبحاث الإعجاز العلمي في القرآن والسنة