ما كان لكم أن تنبتوا شجرها

ما كان لكم أن تنبتوا شجرها

  يقول الله سبحانه وتعالى:

(أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ)

(النمل: 60).

 لقد أعطى القرآن الكريم اهتماما خاصا لانبات الأشجار فى الحدائق، وذلك فى قوله تعالى:

(فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا)

(النمل:60)

 فهل أوضحت الدراسات الحديثة أهمية الأشجار بالذات فى ادخال البهجة والراحة النفسية على النفوس؟. 

أكدت دراسة حديثة، على الفوائد النفسية الايجابية بالنسبة للأشخاص الذين يسيرون فى الغابات (أهم مايميزها كثافة تواجد الأشجار)، مقارنة بالحالة النفسية للأشخاص الذين يعيشون ويسيرون فى المدن الحديثة حيث تقل كثافة تواجد الأشجار بها، كما أوضحت العديد من الدراسات والقياسات الحديثة تأثير تواجد الأشجار والحدائق بكثافة أكبر (وبخاصة الغابات)، والسير فيها أو النظر اليها، وعلاقة ذلك بتقليل نسب  تركيز هرمون الكورتيزول  Cortisol hormone عند الأشخاص، وهو الهرمون المسؤول عن التوتر العصبى الذى يشعر به الانسان عند زيادته عن الحد المناسب، مما يؤدى الى تقليل معدل النبض وضغط الدم وغيره، وكلها قياسات ايجابية تربط مابين تواجد الحدائق والأشجار بكثافة أكبر، وتحسين الحالة النفسية وتقليل التوتر والضغوط، مما يحسن الحالة المزاجية والذهنية للانسان وشعوره بالبهجة والسعادة.

    ومن النتائج غير المتوقعة لأحد الدراسات والأبحاث الحديثة والتى أجريت بمناطق متعددة بمدينة شيكاغو الأمريكية، مابين عامى 2009 و2013م، أنها قد توصلت الى وجود ارتباط مابين زيادة نسبة حجم مظلة الشجرةTree canopy  وقلة حدوث الجرائم، أى وجود علاقة عكسية بين النسبة المئوية لحجم مظلة الشجرة ومعدلات الجريمة كالاعتداء والسرقة والمخدرات،وقد تم تلخيص هذه العلاقة فيمايلى: "زيادة نسبة مظلة الشجرة بنسبة مئوية تساوى 10% أدى الى قلة جرائم الاعتداء والسرقة والمخدرات بنسبة 11.4%".

فسبحان من تحدى البشر بالقدرة على انبات الأشجار فى الحدائق وغيرها، وذلك لأن أثرها يتعدى توفير الظلال أو الثمار الى ادخال البهجة فى النفوس والتأثير الايجابى على الحالة النفسية للانسان، والحمد لله على نعمة الاسلام.

صورتان أحداهما لشخص بالغابة (A)  والأخرى وهو بمدينة حديثة (B)، وقياس الحالة النفسية للأشخاص فى الحالتين.


المؤلفون أ.د. يحيى حسن وزيري
التصنيف العلوم الهندسية
الوسوم ما كان لكم أن تنبتوا شجرها
عدد المشاهدات 348
عدد المشاركات 0
شارك المادة
تحميل المادة

مواد ذات صلة

لا توجد عناصر