ردم ذو القرنين

ردم ذو القرنين

يقول الله تعالى على لسان ذى القرنين:

"آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا، فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا"

(الكهف- 96، 97)

     لقد أوضح القرآن الكريم أن ذا القرنين استخدم سبيكة أساسها عنصر الحديد، فلماذا الحديد بالذات؟ .... العلم يؤكد على أن الحديد وسبائكه المختلفة بين جميع العناصر والسبائك المعروفة يتميز بأعلى قدر من الخصائص المغناطيسية والمرونة (القابلية للطرق والسحب والتشكل)، والمقاومة للحرارة ولعوامل التعرية الجوية، فالحديد لاينصهر قبل درجة 1536 مئوية، وتبلغ كثافة الحديد 7.874 جرام للسنتيمتر المكعب عند درجة حرارة الصفر المطلق.

  والرغم من أن الحديد ذو بأس شديد، ولكن باضافة مادة النحاس له يكونا سبيكة من المعدنين لها خصائص أكثر تميزا، ومن أهم تلك الخصائص مايلى: صلابة وقوة أكبر، مقاومة الصدأ، مقاومة التآكل، وكذلك مقاومة الحرارة.

  لقد أوضح القرآن الكريم الطريقة الفنية التفصيلية لانشاء الردم بالترتيب التالى:

1- (آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ)... رص قطع الحديد مابين الصدفين (جانبى الجبل)، ممايدل على الارتفاع الكبير لهذا الردم، وكذلك سمكه الكبير أيضا.

2- (قَالَ انْفُخُوا)... استخدام آلات لنفخ النار على هذا الحديد المرصوص.

3- (حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا)... عندما أصبح الحديد سائلا ساخنا، تم افراغ النحاس المذاب عليه.

ثم بعد ذلك أوضح القرآن الكريم المواصفات النهائية للردم بعد تنفيذه:

• فلايمكن تسلقه (فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ).

• ولايمكن ثقبه (وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا).

  وهذا وجه آخر من الإعجاز الهندسى بالآية الكريمة يتجلى في وصف هذا الردم بأنه لايمكن الظهور عليه أي اعتلائه أو نقبه (ثقبه)، وهاتان الصفتان تشكلان أهم المعايير التصميمية للسدود أو الخطوط الدفاعية، أي عدم إمكانية التسلق وذلك لأن طبيعة السبيكة المستخدمة أنها ذات سطح أملس، كما أنه لايمكن ثقبها لقوتها وشدتها وسمكها الكبير.

المؤلفون أ.د. يحيى حسن وزيري
التصنيف العلوم الهندسية
الوسوم العلوم الهندسية ردم ذو القرنين
عدد المشاهدات 600
عدد المشاركات 0
شارك المادة
تحميل المادة

مواد ذات صلة

الطين المحروق فى زمن فرعون

الطين المحروق فى زمن فرعون

لقد كان الاعتقاد السائد عند المؤرخين أن الآجر لم يظهر في مصر القديمة قبل العصر الروماني، وظل هذا هو رأي المؤرخين إلى أن عثر عالم الآثار "بتري" على كمية من الآجر المحروق بنيت به قبور وأقيمت به بعضاً من أسس المنشآت، ترجع إلى عصور الفراعنة رعمسيس الثاني ومرنبتاح وسيتي الثاني من الأسرة التاسعة عشر (1308 - 1184 ق. م) وكان عثوره عليها في موقع أثري غير بعيد من (بي رعمسيس أو قنطير ) عاصمة هؤلاء الفراعنة في شرق الدلتا. 

بيوت النحل

بيوت النحل

بيوت النحل.

إثبات توسط مكة المكرمة لليابسة

إثبات توسط مكة المكرمة لليابسة

إثبات توسط مكة المكرمة لليابسة - دراسة باستخدام القياسات وصورالأقمارالصناعية.