إعجاز الترتيب في تصوير إهلاك عاد قوم هود

إعجاز الترتيب في تصوير إهلاك عاد قوم هود

وصف القرآن الكريم في موضعين منه صورة عاد قوم هود عند إهلاكهم، وجاء ترتيب هذا المعنى ترتيبا تصاعديا: 

قال تعالى:

(كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ * إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ * تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ)

(القمر :18-20)قال تعالى:

(وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ 6 سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَىٰ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ)

( الحاقة (6-8)

نلحظ هاهنا أن تصوير إهلاكهم في سورة القمر، ركز على الاجتثاث والاستئصال، لذلك رأيت الفعل (تنزع) ورأيت اسم الفاعل (منقعر) ثم إنك رأيت إفراد اليوم (في يوم نحس مستمر) ورأيت نتيجة العذاب في اليوم الأول (أعجاز نخل منقعر) مازال فيه ماؤه، مما يبين لك صورة إهلاكهم في اليوم الأول، وحينما تنتقل إلى سورة الحاقة، وهي في المصحف الشريف يقع ترتيبها بعد سور كثيرة من سورة القمر، فسورة القمر في الجزء السابع والعشرين، وسورة الحاقة في الجزء التاسع والعشرين.

وحينما تنتقل لسورة الحاقة، تجد اليوم الذي وقع مفردا في سورة القمر وقع في الحاقة أياما (سبع ليال وثمانية أيام حسوما) كما أنك تجد تصعيدا في الريح، فهي في القمر (ريحا صرصرا) وفي القمر (ريح صرصر عاتية) وهذا التصعيد ظهرت صورته في الإهلاك (أعجاز نخل خاوية) لقد ذهب التماسك الذي كان والماء الذي كان، وبدا الضعف في أعلى صوره، وكل هذه النظرات العجلى تكشف لك كيف تصاعد المعنى، والأعجب من ذلك أن المعنى الأول وقع في السورة المفتتحة بــ (اقتربت) والمعنى الثاني وقع في السورة المفتتحة بــ (الحاقة) بالله أستحلفك أترى هذا النسق من ترتيب المعاني، وتناسقها على هذا النمط في كلام بشر؟

المؤلفون أ.د إبراهيم الهدهد
التصنيف التشريعي و البياني
الوسوم إعجاز الترتيب إهلاك عاد قوم هود
عدد المشاهدات 469
عدد المشاركات 0
شارك المادة
تحميل المادة

مواد ذات صلة

لا توجد عناصر