النص الشريف: (ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ) (المؤمنون:13).
الجعل بمعنى الصيرورة أى أن هذا الإنسان المخلوق من الطين وبعد نفخ الروح فيه وتحوله من الطين إلى لحم وشحم وعظم ودم صيرنا مكونات جسمه هذه على هيئة صفات وراثية فى نطاف تنطف من كلا الزوجين. والنطفة فى كتاب الله تعالى موصوفة بعدة أوصاف منها : نطفة إذا تمنى أى تقدر بقدر ربها:
والنطفة هنا هى نطفة الأنثى بدليل آخر معطوف عليه وهى الأنثى فى الآية التى قبلها ، وتأنيث كلمة (تمنى)، وفى سورة القيامة:
(نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَىٰ)
(ْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ) (2)
وهى البويضة التى اختلطت فيها أمشاج الحيوان المنوى مع أمشاج البويضة. وتشبه النطفة بقطرة الماء، والحقيقة العلمية أن السائل المنوى يقذف فى مهبل المرأة على هيئة قطرات ، كما أن البويضة تنطف من المبيض ويدفعها قطرات من السائلفى حويصلة جراف . والله عز وجل يحفظ هذه النطاف فى قرار مكين أى مصون لبقاء الجنس البشرى.
وجه الإعجاز:
لم يكتشف العلماء الصفات الوراثية للإنسان إلا فى بداية القرن الحادى العشرين بعد معرفتهم لتركيب الحمض النووى الذى يحمل الصفات الوراثية فى مشروع الجينوم البشرى ، وتبين لهم أن الصبغيات فى الحيوان المنوى والبويضة هى المسئولة عن توارث هذه الصفات الوراثية. وهذا يدل على أن القرآن الكريم كتاب علم وهداية كما يدل على أنه وحى من العليم الخبير.
