الإعجاز في البياني في السورة القرآنية

الإعجاز في البياني في السورة القرآنية

القرآن الكريم معجز في تقسيمه إلى سور، وهذه السور ترتيب آياتها بتوقيف من الله ـ عز وجل ـ ولم يكن باجتهاد من الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولا الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ وكل سورة لها هدف واحد تسعى تراكيبها إلى إليه، وكل سورة بنيت بناء بلاغيا مشيدا يستعصي على التقديم والتأخير أوالتغيير والتبديل، لذلك كان تحدي العرب بالسورة لا بالآية،

قال تعالى ـ

(أم يقولون افتراه قل فائتوا بسورة مثله، وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين)

(يونس/38)

وقال أيضا

(وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين)

(البقرة/23)

وقال أيضا

(أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين)

(هود/14)

ولم يتحد القرآن بأقل من سورة، والسورة تطلق على القصيرة والطويلة ، لذا خرج الإتيان بمثلهاعن طوق الإنس والجن قاطبة، وقد أجمع أهل العلم قاطبة على أن أقل مايعجز عنه من القرآن السورة قصيرة كانت أو طويلة أو ماكان بقدرها، وكل سورة برأسها معجزة، ذلك أن كل سورة متلائمة المباني، منتظم أولها بآخرها، كسور المدينة في صحة الانتظام، وحسن الالتئام، والإحاطة بالمباني، التي هي كالمعاني، والتقاء الطرفين حتى صار بحيث لايدرى أوله من آخره، والتحدي بسورة يشمل أقصر سورة كالكوثر، والتسوير من خصائص الذكر الحكيم، وقد ذكر أهل العلم أن الحكمة في تسوير القرآن سورا تحقيق كون السورة بمجردها معجزة، وآية من آيات الله والإشارة إلى أن كل سورة نمط مستقل، كما أن تلك السور متخالفة المقادير فهي كأنواع من جواهر نفيسة متفاوتة الأحكام، كما أن الحافظ إذا حذق السورة اعتقد أنه أخذ من كتاب الله طائفة مستقلة بنفسها لها فاتحة وخاتمة فيعظم عنده ماحفظه، وغير ذلك من فوائد تسوير القرآن التي ذكرها أهل العلم. 

المؤلفون أ.د إبراهيم الهدهد
التصنيف التشريعي و البياني
الوسوم الإعجاز في البياني في السورة القرآنية
عدد المشاهدات 338
عدد المشاركات 0
شارك المادة
تحميل المادة

مواد ذات صلة

لا توجد عناصر