المعارضة معناها الإتيان بمثل القرآن أو بمثل سورة منه، وقد تحدى القرآن العرب، وتدرّج في التحدّي بدءا بتحديهم أن يأتوا بالقرآن
(فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين)
(الطورا/34)
وقال أيضا:
(وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين)
(البقرة/23)
بل إن القرآن زاد من استفزازهم، وهم أهل عناد ولدد في الخصومة،
حينما قال :
(قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل القرآن لايأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا)
(الإسراء/88)
ولأن العرب كانوا أهل إنصاف في البيان، ترك الله لهم اختيار من يشهد أنهم أتوا بمثله (وادعوا شهداءكم من دون الله) ولكن العرب عجزوا عن كل هذا ، واختاروا الحروب وإراقة الدماء والحروب، على الإتيان بمثل سورة من القرآن، ولو كانوا يقدرون على الإتيان بسورة من مثل سورة إن أعطيناك الكوثر ، أو قل هو الله أحد ، لقالوا يامحمد هذه المعجزة التي تحديتنا بها أتينا بمثلها، ووقتها تسقط دعوة الإسلام، لأن كتاب الله هو الحجة الباقية الدائمة، وليس كالمعجزات الحسية، التي يكون أثرها لمن حضرها، ولم يثبت تاريخيا أي معارضة حصلت للقرآن الكريم ، ومانسب إلى مسيلمة الكذاب كلام فارغ لايقوله عاقل لأنه لامعنى له إذ نسب إليه أنه قال ـ معارضا ـ إنا أعطيناك الجماهر فصل لربك وجاهر، أو والزراعات زرعا فالحاصدات حصدا فالطاحنات طحنا فالعاجنات عجنا فالخابزات خبزا ,,, وهذا كلام أجوف لامعنى له وأنى لهذا من سورة الكوثر والفيل والنازعات، وقد ثبت عجز العرب عن معارضة القرآن، وكل ماقيل من معارضة القرآن كان شائعة فقد نسب لأبي العلاء المعري أنه عارض القرآن الكريم وأنه صنع كتابا سماه (الفصول والغايات) ولما انتشرت الطباعة، وطبع الكتاب عنوان الفصول والغايات في تمجيد آلاء الله وذكره، وكله في الثناء على الله وحمده، وذكر آلائه، فقد تبين باليقين أنه لم يكن هناك معارضة للقرآن، ولقد أعلنها صنديد من صناديد الكفر ذلك حينما قال عند سماع القرآن : إن له لحلاوة ، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر ، وإنه يعلو وما يعلى عليه، وماهو بقول بشر، وهؤلاء الذين عجزوا عن المعارضة، هم أفضل الأجيال العربية قوة في البيان، إذ لايتحدى الله ضعفاء، فهم أقوى العرب قاطبة.
المؤلفون | أ.د. يحيى حسن وزيري |
التصنيف | التشريعي و البياني |
الوسوم | عجز العرب عن المعارضة |
عدد المشاهدات | 392 |
عدد المشاركات | 0 |
شارك المادة | |
تحميل المادة | تحميل المادة |