والنجم إذا هوى

والنجم إذا هوى

النص موضع الإعجاز :

(وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى)

(1) سورة النجم

المعانى اللغوية: النجم لفظه واحد ومعناه الجمع ، وسمي الكوكب نجما لطلوعه ، وكل طالع نجم ، يقال : نجم السن والقرن والنبت : إذا طلع ، ونجم فلان ببلاد كذا أي خرج على السلطان . وقال الأصمعي : هوى بالفتح يهوي هويا أي سقط إلى أسفل ونزل.

أقوال المفسرين: قال ابن جريرالطبرى: اختلف أهل التأويل في معنى قوله ( وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى ) فقال بعضهم: عُنِيَ بالنجم: الثُّريا وتأويل الكلام: والثريا إذا سقطت. وقيل المراد بالنجم القرآن سمي نجما لأنه نزل نجوما متفرقة في عشرين سنة ، وقال البغوى: وقال مجاهد والفراء والحسن: هي نجوم السماء كلها حين تغرب وغابت ، وقال جعفر الصادق : يعني محمدا ﷺ إذ نزل من السماء ليلة المعراج . وقال القرطبى: والعرب تسمي الثريا نجما وإن كانت في العدد نجوما ; يقال : إنها سبعة أنجم ، وفي ( الشفا ) للقاضي عياض : أن النبي ﷺ كان يرى في الثريا أحد عشر نجما . وقال الحسن أيضا : المراد بالنجم النجوم إذا سقطت يوم القيامة . وقال السدي : إن النجم هاهنا الزهرة لأن قوما من العرب كانوا يعبدونها . وقيل : المراد به النجوم التي ترجم بها الشياطين 

التوجيه العلمى: إن النجم هو جرم سماوي ضخم، شديد الحرارة، وهو أشبه بالكرة الملتهبة من غازى الهيدروجين والهيليوم. ويستمد النجم حرارته وسطوعه من خلال التفاعلات النوويّة التي تحدث بين تلك الغازات في نواته.  ويستخدم علماء الفلك مخطط هرتزبرونج –راسل (Hertznprung-russell) لدراسة النجوم ومراحلها التطوريّة حيث وضّح أنَّ العلاقة بين درجة حرارة ولمعان النجم ليست عشوائية وإنما مقسّمة لمجموعات منفصلة وهى:  النجم الأولى وهو يتكون من السديم الغازى وغبار الفضاء وقد يستغرق هذا 100000 سنة ، ونجوم السلسلة الرئيسيّة وتمثل 90% من النجوم الحالية ، و نجوم العمالقة ، والعمالقة الضخمة ، نجوم الأقزام البيضاء والنجوم النيترونية ، وتستمر هذا التطور لمليارات السنين. وعند سقوط النجم يحدث استنفاذ لذرات الهيدروجين وتحويلها إلى هيليوم واندماج ذرات الكربون والحديد مما يؤدى إلى استنفاذ الطاقة داخل لب النجم مما يؤدى إلى انفجاره وتكون  الأقزام البيضاء إن كان النجم صغيرا ، أو استعار النجم في انفجار يوصف باسم المستعر (Nova) حيث يشع كمية هائلة من الطاقة، أو بالمستعر الأعظم  (Supernova) وعند انفجار النجم وموته فإنه لا يختفي كليًا من الوجود بل إما يتحول إلى شكل آخر من النجوم يعرف بالنجوم النيترونية، وتتصف تلك النجوم بجاذبيتها الكبيرة وكتلتها الهائلة، وإما يتحول إلى ثقب أسود

أوجه الإعجاز العلمى: أقسم رب العزة سبحانه وتعالى بسقوط النجم (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ (1) ، والمقسوم عليه صدق الرسول والرسالة (مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ (2) وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ (4). وفهم العرب والصحابة أن النجم الذى يهوى أى يسقط ويأفل هو الثريا ، أو سقوط النجوم عند غروبها ، أو سقوطها يوم القيامة. ويأتى العلم الحديث فى أواخر القرن العشرين ليدلل على سقوط النجوم وتحولها من اللون الأزرق اللامع إلى الأحمر الخافت ، وانفجارها وتحولها إلى أقزام بيضاء إن كانت صغيرة ، أو نجوم نيترونية أو ثقوب سوداء إن كانت كبيرة وهذا يأخذ مليارات السنين، مما يدل على أن القرآن الكريم وحى من عند الله العليم الخبير. ويدل على السبق العلمى  والإعجاز العلمى المتجدد لآيات الذكر الحكيم.

المؤلفون أ.د. حنفي محمود مدبولي
التصنيف علم الفلك والفضاء
الوسوم ومضة إعجازية : والنجم إذا هوى
عدد المشاهدات 407
عدد المشاركات 0
شارك المادة
تحميل المادة

مواد ذات صلة

لا توجد عناصر