والسماء ذات الحبك

والسماء ذات الحبك

النص المعجز:

 ( وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ )

(7) سورة الذاريات

المعانى اللغوية: السماء هي وصف لما نراه فوق الأرض، وهي السماء الدنيا  بما تحتويه من مجرات ونجوم وكواكب وسدم وغبار ذرى. وحبك الشيء هو شده واحكامه وإتقانه، وإذا نسج الثوب قيل ما أحسن ما حبكه، الحبك من الشعر الجعد الخشن المتموج.

أقوال المفسرين: روى الإمام الطبرى بسنده عن الربيع بن أنس ، والحسن البصرى ، وعطاء ابن السائب وعكرمة ، وسعيد بن جبير وابن عباس قوله (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ) قال: ذات الخَلْق والاستواء الحسن، وذات الزينة. والمتقنة البنيان. والمحبوكة بالنجوم. وحبكها مثل حبك الرمل ،  وحبك الماء إذا ضربته الريح, فنسجته طرائق. وقال ابن زيد, حُبِكَتْ أى شُدَّت.

وقرأ قول الله تبارك وتعالى

(وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا )

(12) سورة النبأ

التوجيه العلمى: 

ذكرت كلمة (سماء) فى القرآن الكريم منفردة ، وهى تشير إلى السماء الدنيا التى زينها الله تعالى بالنجوم والكواكب

(إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ )

(6) سورة الصافات

، والتى يدور حولها حديث العلماء ، وتقدير عمرها بمقدار 13,8 مليار سنة . وجاءت (سماء) بصيغة الجمع (سماوات) ويقصد بها مجموع الكون الذى يشمل السموات الست (التي لم يصل لها العلم إلى وقتنا الحاضر) والسماء الدنيا. 

والسماء هي وصف لما نراه فوق الأرض، ويسميها العلماء  بالكون بما يحويه من مجرات ونجوم وكواكب ومادة مظلمة تنتشر في جميع أنحائها. وباستخدام المسبار “هابل”، تبين ان بعض المجرات تتجمع في ما يشبه العقد أو Clusters  . وفي عام 2005، قام العلماء من معهد ماكسبلانك للفيزياء الكونية بإجراء محاكاة على الحاسبات العملاقة اسموها بـ “محاكاة الالفية” لكشف نمط تكوين السماء وذلك بتغذيته بمواقع المجرات المرصودة، وقد توصلت المحاكاة التي استغرقت شهراً كاملاً متواصلاً شكل نسيجى محكم النسج من تجمعات المجرات وما بها من نجوم. وبين العلماء أن الفضاء الخارجيّ المظلم يتكون من الغازات بنسبة 99% تقريباً ، ويُشكل الهيدروجين 75% من هذه الغازات، والباقي من الهيليوم، وتتمثل الغازات في الفضاء بشكلين رئيسيين السُدُم: تُعرَف بأنّها غيوم باردة تتكون من جزيئات أو ذرات الهيدروجين المتعادلة، وتُمثل مكان ولادة النجوم؛ وكما يوجد الهيدروجين المؤيَّن: الذى يتواجد بالقرب من النجوم الوليدة أو حديثة التكوين، كما أنّه عند ارتباط الإلكترونات بالذرات المؤينة للهيدروجين تُعطي ضوءاً مرئياً أحمر اللون؛ وهو الضوء الذي يُمكن رُؤيته مُنبعثاً من السُدُم الانبعاثية. كما يوجد إشعاعات كونية راديوية وكهرومغناطيسية ونيوترونات ناتجة من التفاعلات النووية في النجوم خلّفها الفتق والرتق

لقوله تعالى فى سورة الأنبياء:

(أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ۖ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ )

(30)

، وهى التى قام العلماء بحساب عمر الكون منها. كما يوجد غبار الفضاء وهو يتكون من مجموعة من العناصر المختلفة مثل: الأكسجين، والكربون، والحديد، والسيليكون، والألمنيوم، وتنتشر هذه العناصر في الفضاء عند موت النجوم بانفجارها ، ويُذكر أنّ ذرات هذه العناصر تتجمّع وتتكتّل مع مرور الوقت لتُكوّن عباءات جليدية، وأول أوكسيد الكربون، والأمونيا. ويُشكل الغبار ما نسبته 1% من كتلة الفضاء فقط إلّا أنّه يمتلك دوراً كبيراً في تكوين وتشكيل الكون؛ فيكون سطح ذرات الغبار مُحفّزاً للتفاعلات الكيميائية، كما يمتصّ الأشعة فوق البنفسجية والمرئية، ويُشع حرارياً فوتونات تظهر في الإشعاع تحت الأحمر، وفي الظروف الباردة المُناسبة تتجمع ذرات الغبار مكونةً غيوماً كبيرةً كثيفةً تنتهي بتكوين كواكب أو نجوم جديدة.

أوجه الإعجاز العلمى:

تبين أن كلمة حبك تأتى مطابقة لما وصفه أهل اللغة والتفسير ، ولِمَا شاهده العلماء وسجلته التلسكوبات الحديثة  من وجود السُدُم والغبار الذرى وتموضع المجرات والنجوم والكواكب كمصابيح الزينة على هيئة تجمعات متموجة متقنة ومحكمة النسج محبوكة بشدة مزينة بالمجرات والنجوم والكواكب. ولقد ذكر فى القرآن الكريم هذا  الوصف للسماء منذ 1443 سنة وتوصل اليه العلماء في عام 2005، وهذا يدل على أن القرآن الكريم هو وحى من الله عز وجل أنزله على قلب نبيه محمد ﷺ

(وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلْهَوَىٰ (3)  إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَىٰ)

(4) سورة النجم


المؤلفون أ.د. حنفي محمود مدبولي
التصنيف علوم الأرض
الوسوم والسماء ذات الحبك
عدد المشاهدات 619
عدد المشاركات 2
شارك المادة
تحميل المادة

مواد ذات صلة

والسماء ذات الحبك

والسماء ذات الحبك

والسماء ذات الحبك