خلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس

خلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس

الآية موضع الإعجاز:

(لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ )

(57) سورة غافر

أقوال المفسرين: 

قال بن جرير الطبرى ، والبغوى ، وابن كثير ، والقرطبى ، والسعدى: يخبر تعالى بما تقرر في العقول، أن خلق السماوات والأرض -على عظمهما وسعتهما- أعظم وأكبر، من خلق الناس، فإن الناس بالنسبة إلى خلق السماوات والأرض من أصغر ما يكون. والذي خلق الأجرام العظيمة وأتقنها، قادر على إعادة الناس بعد موتهم من باب أولى وأحرى،

كما قال تعالى:

(أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَىٰ أَن يُحْيِيَ الْمَوْتَىٰ ۚ بَلَىٰ إِنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)

(33) سورة الأحقاف

التوجيه العلمى:

لماذا الربط بين خلق السماوات والأرض وبين خلق الناس:  تبدأ حياة كل النجوم بالتحول من سحابة من الغبار والغاز تُعرف باسم السديم cloud complex  إلى مرحلة النجم الطفل  A Protostar Is a Baby Star   ثم يستمر ليصبح في مرحلة T-Tauri ، وفيها يبدأ النجم الطفل بإنتاج رياح قوية تدفع الغازات والجزيئات المحيطة بعيدًا عنه، وهذا يسمح للنجم المتكون أن يصبح مرئيًا لأول مرة. ثم تبدأ مرحلة التسلسل الرئيسي Main Sequence Stars حيث يتم موازنة ضغط جاذبيته من خلال ضغطه الخارجي ، مما يمنحه شكلًا صلبًا ، وتقضي النجوم 90٪ من عمرها في هذه المرحلة،  حيث يقوم  النجم بحرق مخزونه من الهيدروجين لتندمج جزيئاته لتشكيل الهيليوم في لبه، وتعد شمس نظامنا الشمسي حاليًا في طور النسق الرئيسي ويعتقد العلماء أنها ستظل في تلك المرحلة المستقرة لمدة 10 مليار سنة أخرى ، والنجوم عندما تكون في تسلسلها الرئيسي ، تحترق بضوء مزرق ويمكن أن تصل درجة حرارة سطحها إلى 20000  درجة كلفن (35450 درجة فهرنهايت). وبالمقارنة  تبلغ درجة حرارة سطح الشمس حوالي 6000 كلفن فقط (10،340 درجة فهرنهايت). ثم تبدأ مرحلة العملاق الأحمر Expansion into Red Giant وهذا بمجرد تحويل كل الهيدروجين الموجود في قلب النجم إلى الهيليوم ، ثم ينهار اللب على نفسه ، مما يتسبب في تمدد النجم، ومع توسعه يصبح النجم في البداية نجما عملاقا فرعيا، ثم عملاقا أحمر. ويكون سطحه أكثر برودة من نجوم النسق الرئيسي، وبسبب هذا تظهر باللون الأحمر بدلاً من الأصفر، وإذا كان النجم ضخمًا بدرجة كافية، فيمكن أن يصبح كبيرًا بما يكفي لتصنيفه على أنه عملاق  خارق Supernovae and Planetary  ، ثم تبدأ مرحلة اندماج العناصر الأثقل Fusion of     Heavier  Elements     ، مثل الكربون، وتتكرر هذه العملية حتى يبدأ الحديد في الظهور داخل قلب النجم. ثم يعمل اندماج الحديد على امتصاص الطاقة ، لذا فإن وجود الحديد يؤدي إلى انهيار اللب، وإذا كان النجم ضخمًا بدرجة كافية (كالنجوم التي تكون كتلتها 25 ضعف كتلة الشمس) فإن الانفجار الداخلي للب يخلق مستعرًا أعظم Supernovae and Planetary Nebulae ومنها يتحول إلى نجم نيوتروني أو حالة تفرد تعرف بالثقب الأسود. أما النجوم الأصغر مثل الشمس تتقلص إلى أقزام بيضاء  White Dwarfبينما يتشعب غلافها الخارجي كسديم كوكبي. وكتلة النجم هي التي تحدد مدى سخونة النجم وكيف سيموت أو تنتهي حياته.  والجاذبية بين النجوم والمجرات هي القوة المسئولة عن تشكيل الكون والحفاظ على الكواكب والنجوم في مداراتها، وهي أيضًا القوة المسئولة عن تدمير النجوم وتحويلها لثقوب سوداء. 

أوجه الإعجاز العلمى: 

اختلف العلماء فى بداية الكون وعمره (المقصود به السماء الدنيا المرئية بالعين المجردة أو بالتليسكوبات الحديثة)على حسب المواد المستخدمة فى العملية الحسابية من  13.2 مليار سنة (بحسب مسبار ويلكينسون التابع لوكالة ناسا عام 2012)   ، أو 13.77 مليار سنة (بناءً على بيانات بلانك 2015 لوكالة الفضاء الأوروبية European Space Agency   (ESA)  أو 15 مليار سنة على حسب مسبار جيمس ويب فى 12 يوليو 2022 لوكاة ناسا الأمريكية . وقدر العلماء عمر الأرض  4.6 مليار عام ، اعتمادا على التحلل النووي لنظائر العناصر المشعّة طبيعياً() بينما عمر البشر على الأرض من 128000 إلى 200000 سنة بحسب تحليل جين الميتوكونديا فى النساء ()، والكروموسوم واى (Y) فى الرجال بتقنية أحدث سلف مشترك (Most recent common ancestor)‏. وقد أكدوا على أن الآثار الخاصة بسفينة نوح والتي توجد في تركيا تعود إلى 90 ألف عام. وتبين أن دورة حياة النجوم تستمر لمليارات السنوات بينما أقصى عمر للإنسان هو 1000 سنة (عمر نوح عليه السلام) ومن هذه الحسابات يتضح بأن خلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس.  وتبين أن خلق الإنسان بدأ من التراب والماء ، وكذلك خلق النجوم تبدأ من السدم التى تحتوى على السحب الغازية والغبار الفضائى . وكما يمر الإنسان بدورة حياة تبدأ من الطفولة ثم يقوى شيئا فشيئا من مرحلة الفتوة وبلوغ الأشد حتى يصل إلى مرحلة الكهولة والشيخوخة ثم الوفاة ، فكذلك النجوم تمر بمراحل فى حياتها من الطفولى إلى الفتوة T-Tauri والتى يمكن فيها رؤية النجم ، إلى الأشد ثم إلى الإنهيار والموت ولهذا جاء الربط بين خلق السماوات والأرض وخلق الإنسان

المؤلفون أ.د. حنفي محمود مدبولي
التصنيف علم الفلك والفضاء
الوسوم خلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس
عدد المشاهدات 397
عدد المشاركات 0
شارك المادة
تحميل المادة

مواد ذات صلة

لا توجد عناصر