الرجفة والصيحة

الرجفة والصيحة

النص المعجز: (وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ(67)

الحقيقة العلمية : عندما تصل قوة الصوت إلى 200 ديسيبل تنفجر الرئتين،  وإذا زادت فإنه يمزق أنسجة الجسم ويفتتها إلى قطع صغيرة محروقة تشبه الهشيم الذي تخلفه حرائق الغابات. وأن الترددات العالية والشديدة تجعل الهواء يتمدد بشكل مفاجئ وينضغط بشدة، وهذا يؤدي إلى رفع درجة حرارة الهواء إلى آلاف الدرجات المئوية، فيكون الصوت مترافقاً بالحرارة العالية وهو ما يعرف بالصاعقة. والقرآن يبين هذا عن هلاك قبيلة ثمود:

(فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ)

[القمر: 31].

وهشيم المحتظر هو المرعى اليابس والمحترق ،

وقوله:

(فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً فَبُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)

[المؤمنون: 41].

والغثاء هو البالي من ورق الشجر المخالط زبد السيل. والصيحة هي أشمل وأعمّ من الرجفة لإنها تُصيب عدداً أكبر،  والمعلوم أن الصوت يمتد أكثر من الرجفة ولهذا فهي تؤثر في ديار عديدة لذا جاء استخدام كلمة (ديارهم) مع الصيحة كما في سورة هود

(وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ(67)

،  أما الرجفة فيكون تأثيرها في مكانها فقط كما في قوله تعالى في سورة الأعراف

(فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ(78)

، ولم ترد في القرآن كلمة ديارهم إلا مع العذاب بالصيحة ولم ترد كلمة (دارهم) إلا مع العذاب بالرجفة. 

أوجه الإعجاز العلمى: هذا التفريق بين الصيحة والرجفة  وآثارهما المدمرة فى هذه الآيات هو من باب الإعجاز البيانى  والعلمى فى القرآن الكريم . فكيف علم هذا النبي الأمي بأن الصوت يمكن أن يدمر أي شيء ويفتت الأشياء ويحولها إلى غثاء وإلى هشيم، وأن الصوت يمكن أن يحرق أي شيء؟ الجواب  كما بينه رب العزة (إن هو إلا وحى يوحى) وهذا يدل على صدق النبى محمد ﷺ، وأن القرآن الكريم كتاب علم وهداية وبالعلم يهتدى الناس إلى رب العالمين.

المؤلفون أ.د. حنفي محمود مدبولي
التصنيف العلوم الطبية
الوسوم العلوم الطبية الرجفة والصيحة
عدد المشاهدات 604
عدد المشاركات 0
شارك المادة
تحميل المادة

مواد ذات صلة

الحجر الصحي

الحجر الصحي

الحجر الصحي.

خطورة تربية الكلاب والقطط | آيات الله  |ح 26

خطورة تربية الكلاب والقطط | آيات الله |ح 26

خطورة تربية الكلاب والقطط 

طور العلقة

طور العلقة

النص الشريف:  (خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ(2) العلق تبدأ من النطفة الأمشاج حتى نهاية الأسبوع الثالث من الإخصاب ، وتمر بعدة انقسامات  حتى تعطى كتلة من الخلايا الغير متميزة تسمى  Morula أو (التويتة) حجمها (1 مم). ويتكون فيها فراغا داخليا لتعطى (البلاستيولا  blastula ) أو الحويصلة ، وفيها تتمايز هذه الخلايا إلى طبقتين:  طبقة المشيمة  الجنينية (trophoblast ) بها ينغرس فى جدار الرحم  فى اليوم السابع ، وطبقة الخلايا الجنينية  الداخلية (inner cell mass) والتى يتكون منها الجنين.  ويستمر تمايز الخلايا الجنينية  الداخلية لتعطى  (الجاستريولا Gastrula ) وفيها تتمايز هذه الخلايا إلى طبقتين وهما الطبقة السفلية (hypoblast) وتكون كيس المح (yolk sac)  الذى يتغذى عليه الجنين حتى تكون المشيمة الأمية.  أما الطبقة العلوية (epiblast)  والتى تكون الكيس الأمنيوسى (amniotic sac) وهو يحيط بالجنين لحمايته ، وثلاثة طبقات من الخلايا المتميزة وهى الإكتودرم (ectoderm) ، والميزودرم (mesoderm) ، والإندودرم (endoderm). ويتكون فى هذه الطبقات الخيط الأولى (primitive streak) والعقدة الأولية (primitive node) والذى ينظم عمل هذه الطبقات الثلاثة لكى تعطى أنسجة وأعضاء وأجهزة الجسم فى مرحلقة  المضغة ، ومنهم تتكون سالفة العمود الفقرى (notochord) على شكل نتوءات  وكذلك نتوءات القلب والدماغ.  وجه الإعجاز: ويأخذ الجنين مسمى العلقة لكونه أصبح شكل دودة العلقة  ، ولتعلقه  بجدار الرحم  ، ولكون بروز القلب فيه على شكل قطعة الدم الجامد . وهذه المعانى الثلاثة لمعنى العلقة  فى اللغة العربية متحققة فى شكل ووصف الجنين فى هذه المرجلة مما يدل على صدق الرسول  وأنه وحى من رب العالمين وأن القرآن الكريم كتاب علم وهداية للناس أجمعين ، وبالعلم يهتدى الناس للخالق العظيم وهو رب العالمين .