إن الناظر بعين الانصاف والعدل في التشريعات الإلهية يجدها كلها في صالح البشرية وخدمتها، فالتكاليف التي كلف بها الإنسان سواء التكاليف اليومية كالصلاة، أم التكاليف السنوية كالحج ليست مرتبطة فقط بالجزاء الأخروي بل يتعلق بها نفع دنيوي، فالصلاة تهذب المجتمع لأنها تنهى عن الفحشاء والمنكر، وكذلك الزكاة تطهر المجتمع من الأنانية وتدفعه إلى التعاون والتكافل، والحج فيها منافع للناس:
" لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ"
(الحج:28)
،والصيام يربي المجتمع على المراقبة والتقوى والصبر وينمي الجانب الروحي في الإنسان، كما أن له منافع دنيوية وصحية ، ومن مظاهر الإعجاز التشريعي في القرآن الكريم: أنه جاء بالهداية التامة الكاملة التي تفي بحاجات البشرية في كل عصر ومصر وفاء لا تظفر به في أي تشريع، ويتجلى لك هذا إذا استعرضت المقاصد النبيلة التي رمى إليها، فالتشريعات في القرآن الكريم - وكذلك في السنة المطهرة- جاءت لإصلاح العقائد عن طريق الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره...،وإصلاح النفوس عن طريق العبادات التي تزكي النفس وترقي بها ، وإصلاح الأخلاق وترسيخ القيم والمبادئ بالعلم والعمل، وإصلاح الاجتماع عن طريق إرشاد الخلق إلى توحيد صفوفهم ومحو العصبيات وإزالة الفوارق التي تباعد بينهم ،وإصلاح الحكم عن طريق تقرير العدل والمساواة بين الناس، وأداء الحقوق والواجبات الخاصة والعامة، وتحرير العقول والأفكار ومنع الإكراه والاضطهاد
"فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ"
( الغاشية:21-22)...
إلى غير ذلك من مقاصد وأهداف تشريعية للعبادات.
المؤلفون | د.خالد راتب |
التصنيف | التشريعي و البياني |
الوسوم | من المقاصد التشريعية للعبادات |
عدد المشاهدات | 419 |
عدد المشاركات | 3 |
شارك المادة | |
تحميل المادة | تحميل المادة |