المحرك الجبار فى الطيور عبر المحيطات

المحرك الجبار فى الطيور عبر المحيطات

عندما نتدبر الآية الكريمة  فى قوله تعالى :

﴿ أَلَمۡ يَرَوۡاْ إِلَى ٱلطَّيۡرِ مُسَخَّرَٰتٖ فِي جَوِّ ٱلسَّمَآءِ مَا يُمۡسِكُهُنَّ إِلَّا ٱللَّهُۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يُؤۡمِنُونَ  ﴾

[ النحل: 79] ،

وأيضا  الآية الكريمة :

﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ  إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ ﴾

[سورة الملك {19}

فى هاتين الآيتين الكريمتين حض- سبحانه - عباده على التفكر في مظاهر قدرته  على خلق الطير ،  والطير: جمع طائر ، و «مسخرات» من التسخير بمعنى التذليل والانقياد . بمتابعة حياة الطيور ورصد أنماطها تبين من خلال الإكتشافات العلمية الحديثة فى  تشريح عالم الطير أن هناك أعضاء قوية على غير العادة توجد فى الطيور مثل عضلات الأجنحة و العظام . إن القوة العضلية هي المحرك الأساسي و الجبار  في الطائر حتى يتمكن من  الإجادة لشتى فنون الطيران بأشكاله وأوصافه المتعددة، و ايضا تحمل الطيران لمسافات طويلة من غير راحة مع أنها قد تتكون فوق الماء  فى المحيطات و البحار الواسعة ، حيث لا يستطيع الطائر الهبوط كي ينال قسطًا من الراحة  ، فإذا لم يكن الطائر مزودًا بجهاز عضلات قوى، سيؤدي ذلك حتمًا إلى السقوط والهبوط والمخاطر الشديدة التي تؤثر على حياة الطائر . لنتعرف على هذا الجهاز، إن قفص الصدر صغير بالمقابل فإن عظمة الصدر الوسطى كبيرة وقوية؛ لأن عضلات الطيران القوية موصولة إلى الهيكل بواسطتها وهذه العضلات تدفع الجناحين وتجعل صدر الطير كبيرًا. ومع أن جسم الطير يحتوي على عظام كثيرة إلا أنه ليس ثقيلًا لأن على الطير أن يرتفع في الهواء والواقع إن العظام مجوفة  ، فهي لذلك خفيفة والعظام مسنودة بعارضات من العظام الصغيرة تزيد في قوتها. إن عضلات الصدر كبيرة وذلك لأنها أساسية في الطيران ،  و صدر الطائر يوجد به عضل متين ومتسع كي يساعده على مواجهة الهواء والطيران . تتميز الطيور عامة بعظم عضلات صدرها التي تحرك جناحيها ،  أما الطيور الصافات فإنها تتميز باختصار حجم تلك العضلات لقلة الحاجة إلى استخدامها مع قوة الأوتار والأربطة المتصلة بالجناحين حتى تستطيع بسطهما فترات طويلة دون جهد عضلي كبير. إن هذه القدرات الخلاقة لعضلات صدر و أجنحة الطيورو التى تساعدها على إتقان كافة أشكال الطيران  لم يتم إكتشافها إلا حديثا  ، بينما ذكر القرآن الكريم قدرة هذه الطيور على الطيران و حفظ توازها فى جو السماء و معرفة موقعها بكل دقة  كما جاء فى الآيتين السابقتين لأن الذى علم الطير و سخره هو الله سبحانه و تعالى . 

قال جل شأنه :

﴿ هَٰذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ ۚبَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾  . 

[ لقمان: 11]. صدق الله العظيم

المؤلفون أ.د. مصطفى إبراهيم حسن
التصنيف علوم الأرض
الوسوم المحرك الجبار فى الطيور عبر المحيطات
عدد المشاهدات 314
عدد المشاركات 0
شارك المادة
تحميل المادة

مواد ذات صلة

لا توجد عناصر