عندما نتدبر الآية الكريمة :
﴿ أَلَمۡ يَرَوۡاْ إِلَى ٱلطَّيۡرِ مُسَخَّرَٰتٖ فِي جَوِّ ٱلسَّمَآءِ مَا يُمۡسِكُهُنَّ إِلَّا ٱللَّهُۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يُؤۡمِنُونَ ﴾
[ النحل: 79] ،
و الآية الكريمة قال تعالى :
﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ ﴾
[سورة الملك {19}]
فى هاتين الآيتين الكريمتين حض- سبحانه - عباده على التفكر في مظاهر قدرته على الخلق والطير: جمع طائر ، و «مسخرات» من التسخير بمعنى التذليل والانقياد . بمتابعة حياة الطيور ورصد أنماطها تبين من خلال الدراسة أن هناك حواس متطورة وعالية الكفاءة لدى الطيور، غير الحواس الخمس المعروفة و التى تتواجد فى الإنسان و الحيوان والتي سبق الحديث عنها .من هذه الحواس المدهشة إكتشاف قدرة الطيور على تحديد موقعها بكل دقة ، و ذلك عن طريق حاسة تحديد الاتجاه وتعيين الموقع و هى ما يطلق عليها الآن GPS)) و هى أكثر أكثر تطورًا عند الطيور من الكائنات الأخرى سواء التى تعيش على الأرض , او التى تعيش فى البحار ، كما توجد لديها حاسة قوية للغاية في حفظ التوازن . لما كانت الطيور تحلق في السماء بحرية كاملة وتجري على الأرض وتعوم بمهارة في الماء؛ لذا كانت حاسة حفظ التوازن تعتبر مهمة جدًا بالنسبة لها. هذه الحواس المكتشفة نشطة وقوية جدًا في عالم الطير، فالطائر يعتمد في هجرته المترامية والمتباعدة الأطراف من القطب الشمالي إلى القطب الجنوبي ذهابًا وإيابًا على حواسه المتقدمة مثل حاسة معرفة الاتجاه والتقدير الزمني، والحاسة الرادارية (تعتمد الطيور في هجرتها وفي تجوالها على بناء في أجسامها يتصل بتركيبها التشريحي وبالحواس المختلفة من سمع وشم وإبصار، غير أن هناك حواس أخرى تحتاج إليها مثال ذلك حاسة معرفة الاتجاه وحاسة التقدير الزمني ونعني به معرفة التوقيت اليومي، الحاسة الرادارية التي بها يستطيع الطائر أن يطير كالسهم في ظلام الليل الحالق ومع ذلك يمر مارقًا بين العوائق ودون أن يصطدم بها) ، ويظهر ذلك فى الطيور الصيادة ليلًا كالبوم وطائر الجاوشارو الذي يعيش في جذر البحر الكاريبي (إن هذا الطائر من الطيور الليلية، حيث تقضي طوال اليوم في أعماق الكهوف، فإذا ما جن الليل وحل الظلام فإنها تخرج كي تطير باحثة عن طعامها حيث تعود إلى أعشاشها مع مطلع الفجر وهي تعتمد على الأصوات القصيرة المستديمة، والتي يصل معدلها نحو 7000 ذبذبة في الثانية الواحدة، وتنتشر هذه الذبذبات لأنها تسبق الطائر، لأن سرعتها نحو 340مترًا في الثانية، أي ضعف سرعة أي طائر بنحو 15 مرة وتنجح الإشارة الصوتية في الوصول إلى العوائق ثم الارتداد قبل أن يصل إليها الطائر وبذلك يحصل الطائر على المعلومات اللازمة والتي تجنبه الاصطدام بهذه العوائق وهو ما يسمى الرادار السابق. إن هذه القدرات الخلاقة للطيور لم يتم إكتشافها إلا حديثا بينما ذكر القرآن الكريم قدرة هذه الطيور على الطيران و حفظ توازها فى جو السماء و معرفة موقعها بكل دقة
كما جاء فى الآيتين السابقتين لأن الذى علم الطير و سخره هو الله سبحانه و تعالى .
﴿ هَٰذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ ۚبَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾ .
[ لقمان: 11]. صدق الله العظيم
المؤلفون | أ.د. مصطفى إبراهيم حسن |
التصنيف | علوم الأرض |
الوسوم | جهاز تحديد المواقع(GPS) و جهاز الرادار فى الطير |
عدد المشاهدات | 316 |
عدد المشاركات | 0 |
شارك المادة | |
تحميل المادة | تحميل المادة |