قال تعالى:
﴿ وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ ۖ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ ۖ إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ
[النمل: 16].
يقول الطبرى فى تفسيره لهذه الآية : قول الله تعالى ذكره: (وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ ) أباه ( دَاودَ ) العلم الذي كان آتاه الله في حياته, والمُلك الذي كان خصه به على سائر قومه, فجعله له بعد أبيه داود دون سائر ولد أبيه (وَقَالَ يَاأَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ ) يقول: وقال سليمان لقومه: يا أيها الناس علمنا منطق الطير, يعني فهمنا كلامها; وجعل ذلك من الطير كمنطق الرجل من بني آدم إذ فهمه عنها.
و بدراسة الطير علميا على مدار عشرات السنين بواسطة علماء البيولوجى و خاصة علماء الطير فإننا نجد أن كلمة منطق الطير تختلف عن كلمة أصوات الطير فأصوات الطيور نوعان هما: النداء والتغريد ، و يستخدم النداء للاتصالات التحذيرية، أما التغريد فيستخدم لجذب القرين أو لتحديد مناطق النفوذ. إن تغريد الطيور يمكن أن يكون بسيطًا أو معقدًا للغاية، ويختلف باختلاف الأنواع. يمكن التعرف على أنواع الطيور المختلفة عن طريق تغريدها المميز. أما كلمة (منطق الطير) علميًا فهى قدرة الطير علميًا على الإدراك وإجراء العمليات الذهنية، وهذا ملاحظ في هجرات الطيور وبالأخص مع الحمام الزاجل. إن كلمة (منطق) لها دلالةٌ علميةٌ على إجراءالطيور بعض العمليات الذهنية ، وحيث إن استعمال أي كلمةٍ غير كلمة (منطق) قد لا يأتي بنفس المعنى الموحى به في كلمة (منطق)
و التى جاء ذكرها فى القرآن الكريم في قوله تعالى:
﴿ وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ ۖ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ ۖ إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ
[النمل: 16].
كلمة منطق التي لم تتكرر في القرآن الكريم كله وحيث أنها جاءت مع الطير إذًا فهذا الارتباط يعطي لنا مفهومًا أوسع وآفاقًا رحبةً عن منطق الطير. (جاءت كلمة (منطق) كوصف دقيق وتصنيف لقدرة وذكاء هذا الكائن وهذا المخلوق من مجموعة الكائنات والمخلوقات التي أوجدها الله تعالى في هذا الكون. أكتشف العلماء والباحثون أن الطيور لها عقول عاملةٌ مفكرةٌ؛ لأن المنطق ما هو إلا إعمال العقل والفكر ، وهذا يتضح من خلال السلوك العلمي لبعض أنواع الطيور أثناء البحث عن الغذاء أو عند مواسم التزاوج أو أثناء الرقاد على البيض، أوأو بناء أعشاشها أو غيرها من السلوك الدفاعي أو حتى في مجال التعليم. أولى الباحثون عقول الطيور اهتمامًا بالغ الأهمية ، و سجلوا ملاحظتهم و أفادت كل هذه الملاحظات العلمية نخبة من العلماء المختصون في علوم الأعصاب ، مما دفعهم إلى إجراء بحوث أخرى متعلقة بدراسة جديدة لمناطق مخ ودماغ الطير، حيث أكتشفوا أن تلك المناطق التي كانت تعتبر مناطق بدائية في مخ الطيرهي في الحقيقة تلعب نفس الدور في المناطق العليا لمخ الكائنات الحية كالإنسان مما حدا بالعلماء بإجراء أبحاث ودراسات أخرى جديدة للخروج بصورة صحيحة معادلة لمخ الطير. وهكذا استطاعوا أن يكتشفوا أن الطير يتمتع بقدرةٍ عقليةٍ كبيرةٍ لا تقل عن قدرة وذكاء الإنسان ، و لقد اكتشفوا ذلك بعد أن أمضوا عشرات السنين وهم يعتقدون العكس، فالغراب الذي اكتشفوا أنه يصنع أدوات صيده بيده، وأنه بطريقة جد ذكيةٍ يقوم بنزع النواة من حبة الجوز وذلك بوضعه في طريق مرور السيارات عند علامة المرور الحمراء، وهذا ما عبر عنه القرآن الكريم بمنطق الطير. فمن أخبر محمدا صلى الله عليه و سلم – بكل تلك المعلومات التى لم يكتشفها العلماء إلا أخيرا ، أنه الله سبحانه و تعالى فى وحيه الى نبينا محمد – صلى الله عليه و سلم – وهذا خير رد على الذين يشككون فى رسالة حبيبنا و رسولنا الكريم محمد- صلى الله عليه و سلم .
المؤلفون | أ.د. مصطفى إبراهيم حسن |
التصنيف | علوم الأرض |
الوسوم | مفهوم منطق الطير علميًّا |
عدد المشاهدات | 372 |
عدد المشاركات | 0 |
شارك المادة | |
تحميل المادة | تحميل المادة |