يقول الله سبحانه وتعالى:
(والله جعل لكم مما خلق ظلالا...)
(النحل: 81).
ورد فى تفسير الامام الطبرى مايلى: " يقول تعالى ذكره: ومن نعمة الله عليكم أيها الناس أن جعل لكم مما خلق من الأشجار وغيرها ظلالا تستظلون بها من شدة الحرّ، وهي جمع ظلّ".
إن العديد من القياسات والأبحاث العلمية قد أمرا هاما وهو اختلاف النقص في درجات حرارة المباني أو الحوائط المظللة تبعا للعنصر المستخدم في التظليل، فالظل الناتج عن طريق تظليل المباني بعضها البعض يختلف عن الظل الناتج عن استخدام النباتات الطبيعية، كما أن الظل الناتج عن استخدام الأشجار أو الشجيرات يختلف عن الظل الناتج عن النباتات المتسلقة، لذلك نجد أن الآية الكريمة ذكرت لفظ (ظلالا) بصيغة الجمع وكأنها تلفت النظر إلى أنه توجد اختلافات في تأثير الظلال تبعا للعنصر الذي يلقى الظل.
ونستدل هنا بقياسات علمية أجريت لمعرفة تأثير استخدام النباتات الطبيعية في تظليل المباني على مدى التباين في تقليل درجات الحرارة، نتيجة اختلاف أسلوب استخدام هذه النباتات في عملية التظليل، فعلى سبيل المثال فان متوسط الانخفاض في درجات الحرارة نتيجة التظليل باستخدام الأشجار الكبيرة الحجم (في وجود إشعاع شمسي مباشر) يقدر بحوالي 14.50 درجة فهرنهيت، أما في حالة استخدام شجيرات متوسطة الحجم، فيصل الانخفاض إلى 24.30 درجة فهرنهيت.
وفى دراسة أخرى وجد أن لكل شجرة معامل تبريد يختلف عن الأخرى نتيجة التظليل، وذلك لاختلاف شكل ونوع وكثافة أوراق الشجر، فعلى سبيل المثال فان معامل تبريد أشجار النخيل هو 2%، ويتراوح معامل تبريد بعض الأشجار الأخرى مابين 14% الى 28%، مما يؤكد على أن الظل ليس كله واحدا فى تأثيره.
ان من اعجاز القرآن الكريم أنه قد سبق ولفت الأنظار الى أن الظل ليس كله واحدا، حيث أتت كلمة "ظلالا" بصيغة الجمع فى الآية الكريمة، ولم تأت بصيغة المفرد، مما يفتح آفاقا جديدة فى استخدام أنواع محددة من الأشجار والتظليل للوصول الى كفاءة تبريد أكبر وخفض درجات الحرارة بصورة أكبر على مستوى تصميم المبانى وتخطيط فراغات المدن.
المؤلفون | أ.د. يحيى حسن وزيري |
التصنيف | علوم الحياة |
الوسوم | الظل ليس كله واحدا |
عدد المشاهدات | 353 |
عدد المشاركات | 0 |
شارك المادة | |
تحميل المادة | تحميل المادة |