البروج المشيدة هى الحصون المنيعة ومفردها برج، يقول الله سبحانه وتعالى: ( أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة) (النساء/ من الآية 78)، ووصف البروج بأنها مشيدة دليل على المتانة وأنها منيعة على الاقتحام، وسياق الآية الكريمة يؤكد ذلك حيث أوضحت أن تلك الحصون المنيعة لايمكن أن تمنع الموت من الوصول للأنسان المحتمى بتلك البروج المشيدة.
ويشتمل معنى البروج أيضا على معنى العلو والارتفاع المكانى، ويمكن استنباط ذلك من قوله تعالى: (السماء ذات البروج) (البروج/1) والمقصود بالبروج هنا المجموعات النجمية السابحة فى السماء، ويؤكد المعنى السابق أيضا قوله تعالى: ( ولقد جعلنا فى السماء بروجا وزيناها للناظرين) (الحجر/16)، كما يمكن أن يستدل منها أيضا على أنها تقام فى أماكن مرتفعة لتصعب مهمة من يريد أن يقتحمها.
أما كلمة "الصرح" فقد وردت فى القرآن الكريم أربع مرات، منها مرتان فى آية واحدة فى قوله تعالى: (قيل لها ادخلى الصرح، فلما رأته حسبته لجة وكشفت عن ساقيها، قال انه صرح ممرد من قوارير..) (النمل/ من الآية 44)، والمرتان الثالثة والرابعة فى قوله تعالى: (فَأَوْقِدْ لِي يَاهَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحًا لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ) (القصص/38)، وقوله تعالى: ( وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحا لعلى أبلغ الأسباب، أسباب السماوات فأطلع إلى اله موسى واني لأظنه كاذبا) (غافر/ 36 ، 37).
ويلاحظ أن ذكر "الصرح" فى القرآن الكريم ارتبط انشائه أو طلب اقامته بملك أو حاكم، وهما هنا سيدنا سليمان الملك النبى، وفرعون الملك الحاكم مدعى الألوهيه، وكأن مبانى الصروح هى مبانى ذات طابع رسمى مرتبط بالحاكم والدولة، حيث تعكس رغبة الحاكم فى اقامتها لسبب أو لآخر، وهى أشبه فى عصورنا الحديثة بمايعرف بالمبانى والصروح التذكارية التى تقيمها الدول لأغراض متعددة، وهذا أحد الملامح التى يمكن أن تميز الصروح عن غيرها من المبانى الأخرى التى تشترك معها فى معانى الارتفاع أو الضخامة أو الفخامة.
المؤلفون | أ.د. يحيى حسن وزيري |
التصنيف | العلوم الهندسية |
الوسوم | الفرق بين البروج المشيدة والصروح |
عدد المشاهدات | 589 |
عدد المشاركات | 1 |
شارك المادة | |
تحميل المادة | تحميل المادة |