قال تعالى: وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ .
(سورة الحج : 27) .
تفسير السعدى
{ وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ } أي: أعلمهم به، وادعهم إليه، وبلغ دانيهم وقاصيهم، فرضه وفضيلته، فإنك إذا دعوتهم، أتوك حجاجا وعمارا، رجالا، أي: مشاة على أرجلهم من الشوق، { وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ } أي: ناقة ضامر، تقطع المهامه والمفاوز، وتواصل السير، حتى تأتي إلى أشرف الأماكن، { مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ } أي: من كل بلد بعيد، وقد فعل الخليل عليه السلام، ثم من بعده ابنه محمد صلى الله عليه وسلم، فدعيا الناس إلى حج هذا البيت، وأبديا في ذلك وأعادا، وقد حصل ما وعد الله به، أتاه الناس رجالا وركبانا من مشارق الأرض ومغاربها .
معنى ضامر في معجم المعاني الجامع : أَضْمَرَ لَهُ الحِقْدَ : خَبَّأَهُ يُضْمِرُ لَهُ الشَّرَّ وَهُوَ لا يَعْلَمُ ماذَا تُضْمِرُهُ لَنا الأيَّامُ القادِمَةُ . إذن معنى يضمر أى يخبئ أو يحبسه داخله .
وجه الإعجاز
حيث أن القرآن الكريم قد نزل صالحا لكل العصور حتى قيام الساعة ، لذلك فيمكن أن يقول الملحدون أو المشككون فى القرآن الكريم بأن وسيلة الإنتقال للحج كما ورت فى القرآن بواسطة المشى ( رجالا ) او بواسطة ( على كل ضامر ) أى الناقة . بينما السفر للحج الآن اصبح بوسائل حديثة مثل السيارات أو الطائرات أو السفن . و نقول لهم بأن معنى أضمرهو خبأه أو أحتواه فى داخله حيث أن المعنى كما ورد فى معاجم اللغة العربية مثل ما نقول : أَضْمَرَ لَهُ الحِقْدَ : خَبَّأَهُ يُضْمِرُ لَهُ الشَّرَّ وَهُوَ لا يَعْلَمُ ماذَا تُضْمِرُهُ لَنا الأيَّامُ القادِمَةُ ، لذلك فمعنى ضامر هو الذى يحتوى داخله او ما يخبأه داخله . لذلك فكل وسائل النقل الحديثة أو ما سوف يستحدث أو يكتشف من وسائل نقل أخرى ، فكلها تحتوى الإنسان فى داخلها ، كما يضمر الإنسان الغيظ أو الحقد فى داخل صدره ، لذلك فليس هناك أى تعارض بين ما جاء فى الاية الكريمة ( الحج: 27) من أن السفر للحج يكون على كل ضامر ، و معنى (كل ضامر ) أى أن هناك أشكال مختلفة من هذا الضامر مثل السيارات ، الطائرات و السفن أو غيرها . إن هذا ليؤكد أن هذا القرآن الكريم من عند الله سبحانه وتعالى ، لأنه من كان يعلم فى زمن الوحى بأنه سوف تكون هناك وسائل أخرى للسفر للحج غير المشى و ركوب الإبل ، و يعتبر هذا من الإعجاز العلمى و الغيبى للقرآن الكريم ، فسبحان من هذا كلامه .
المؤلفون | أ.د. مصطفى إبراهيم حسن |
التصنيف | التشريعي و البياني |
الوسوم | إكتشافات علمية مدهشة فى معنى (وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ) |
عدد المشاهدات | 306 |
عدد المشاركات | 0 |
شارك المادة | |
تحميل المادة | تحميل المادة |