أشار القرآن الكريم الى أن قوم ثمود كان لديهم نوعان من المساكن والبيوت، فقد بنوا القصور فى السهول ونحتوا البيوت فى الجبال،
وذلك فى قوله تعالى:
(تتخذون من سهولها قصورا وتنحتون الجبال بيوتا)
(الأعراف:74)،
فماهو البعد العلمى وراء ذلك؟.
في المناطق الجبلية تختلف درجة حرارة الهواء الملامس لسفوح الجبال والتلال عن درجة حرارة الهواء البعيد عنه على نفس الارتفاع، وينتج عن ذلك دوامات هوائية محلية تعكس اتجاهها ما بين الليل والنهار مسببة ما يعرف باسم الرياح السفحية الصاعدة Anabatic (نسيم الوادي)، والرياح السفحية الهابطة Katabatic (نسيم الجبل).
مما سبق يمكن أن نفهم لماذا اتخذ واختار الثموديون قصورا في المناطق السهلية والأودية، وأيضا بيوتا منحوتة في الجبال، وذلك لاختلاف طبيعة المناخ في كل منهما على مدى الليل والنهار وبالتالي صيفا وشتاء، وذلك لأن نسيم الجبل (الرياح السفحية الهابطة) الهابط ليلا على الوادي يكون مستحبا في ليالي الصيف فيمكن في هذه الحالة المبيت في هذه القصور والمباني الفخمة، أما في الشتاء فان نسيم الجبل لايكون مستحبا في ظل برودة الجو ليلا فيلجأ الثموديون إلى البيوت المنحوتة في الجبال حيث يكون الجو أكثر دفئا داخل هذه البيوت قياسا بقصور السهول.
وهذا يعنى أن الآيات الكريمة أرادت أن توضح لنا أن اتخاذ القصور في السهول والبيوت في الجبال لايعبر فقط عن الرفاهية العمرانية التي كانت تميز الحضارة الثمودية، ولكن تشير أيضا الى أنهم قد استطاعوا أن يتغلبوا على الظروف المناخية الصحراوية الصعبة في فصلى الصيف والشتاء، فأقاموا بيوتا تصلح للإقامة صيفا وأخرى تصلح للإقامة شتاء، وهو ما يتفق مع أسس علم التصميم البيئي ومراعاة الظروف المناخية المحلية لكل بيئة ومنطقة، وهو سبق قرآني في هذا المجال يعطى لفتة اعجازية تدخل ضمن إعجاز القرآن في مجال علوم العمران والبنيان.
المؤلفون | أ.د. يحيى حسن وزيري |
التصنيف | العلوم الهندسية |
الوسوم | "قصور السهول وبيوت الجبال" |
عدد المشاهدات | 444 |
عدد المشاركات | 0 |
شارك المادة | |
تحميل المادة | تحميل المادة |