أمم أمثالكم

أمم أمثالكم

الآية موضع الإعجاز: وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم ۚ مَّا فَرَطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (38) سورة الأنعام

المعانى اللغوية: الدابة: كل ما يدب على الأرض من كائن حى. والطائر: كل ذي جناح يسبح في الهواء، والأمم: جمع أمة وهي جماعة يجمعهم أمر ما. كما في مختار الصحاح:. وفي لسان الميزان: “الأمة الجيل والجنس من كل حي “. وقوله تعالى: (أمم أمثالكم ) قال مجاهد : أصناف مصنفة تعرف بأسمائها فالطير أمة ، والدواب أمة ، والسباع أمة ، تعرف بأسمائها ، مثل بني آدم ، يعرفون بأسمائهم. وعن النبي ﷺ قال : لولَا أنَّ الكِلابَ أُمَّةٌ مِنَ الأُمَمِ لَأمَرْتُ بقتْلِها ، فاقتُلوا منها كُلَّ أسودَ بهيمٍ ، وما مِنْ أهلِ بيتِ يرتَبِطونَ كلبًا إلَّا نقَصَ مِنَ عملِهِمْ كُلَّ يومٍ قيراطٌ ، إلَّا كلبَ صيدٍ أوْ كَلْبَ حرثٍ أوْ كلبَ غنَمٍ) حديث حسن  أخرجه أبو داود (2845)، والترمذي (1489) واللفظ له ، والنسائي (4280)، وابن ماجه (3205).

تفاسير العلماء: 

نقل ابن جرير الطبرى بسنده وعن السدي قوله: " إلا أمم أمثالكم " ، يقول: إلا خلق أمثالكم .وعن أبي هريرة في قوله: " إلا أمم أمثالكم ما فرَّطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون " ، قال: يحشر الله الخلق كلهم يوم القيامة, البهائمَ والدوابَّ والطيرَ وكل شيء, فيبلغ من عدل الله يومئذ أن يأخذَ للجمَّاء من القَرْناء, ثم يقول: " كوني ترابًا ", فلذلك يقول الكافر: يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا [سورة النبأ: 40] رواه الحاكم فى المستدرك 2: 316 وهو صحيح على شرط مسلم ، ولم يخرجه" ، ووافقه الذهبي. وخرجه السيوطي في الدر المنثور 3: 11 ، وزاد نسبته لأبي عبيد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم. و"الجماء": الشاة إذا لم تكن ذات قرن. و"القرناء": الشاة الكبيرة القرن..وفى مسند الإمام أحمد بسنده عن عن أبي ذر: أن رسول الله ﷺ كان جالسًا وشاتان تقترتان ، فنطحت إحداهما الأخرى فأجهضتها. قال: فضحك رسول الله ﷺ، فقيل له: ما يضحكك يا رسول الله؟ قال: عجبت لها! والذي نفسي بيده ليقادن لها يوم القيامة".وفى التفسير الميسر: ليس في الأرض حيوان يَدِبُّ على الأرض أو طائر يطير في السماء بجناحيه إلا جماعات متجانسة الخلق مثلكم. ما تركنا في اللوح المحفوظ شيئًا إلا أثبتناه، ثم إنهم إلى ربهم يحشرون يوم القيامة، فيحاسب الله كلا بما عمل. وقال بهذا القول جل المفسرين 

التوجيه العلمى:

 تبين للعلماء من خلال دراستهم لسلوكيات الحيوانات والحشرات والطير أنها مثل بني البشر من حيث أن الله رزاقهم ومحييهم ومميتهم، ومن حيث الطباع والسلوك والأخلاق،  فمن الطيور من خلقه السرقة : حيث يقوم طائر الفرقاط (Frigatebird) بسرقة طعام فراخ طائر زرقاء القدمين (Blue-footed Booby) ، ومنهم من طبعه الغدر، ومنهم الوفي ومنهم المسالم ومنهم الشرس، ومنهم الاستغلالي ومنهم الوفي لزوجته، ومنهم الخائن ومنهم.. الخ. ومن أشهر الأمثلة على الخداع والاستغلال بين الطيورهو تصرف طائر الوقواق Common Cuckoo الرمادي الذي يتطفل على أعشاش بعض أنواع الطيور. وهناك مثال آخر هو طائر السنونو ذات الرأس الأسود و التي تضع البيوض في أعشاش طيور النورس و طيور البط ويقوم الزوج المستضيف بحضانة البيوض وإطعام الفراخ حتى مرحلة البلوغ. ومن حيث التكاثر فجميع الدواب والطير تقدم للجماع إما بالتقبيل والشم كما بين الحيوانات ، وإما بالحجل والرقص كما بين الطيور، وهكذا نجد التماثل فى مسألة التكاثر وتربية الصغار ، وكذلك فى مسألة الهجرة والسعى على الرزق نجد أيضا هذا التماثل بين الحيوانلت والطيور وحتى فى الأسماك. وكذلك الحال فى بناء السكن فنجد للحيوانات بيئات ومناطق خاصة بها ، وتبنى مساكنها فى الجبال أو فى الأرض كما تفعله الثعالب والقوارض والزواحف من الحيات والثعابين ، وكذلك ما تبنيه أمة الحشرات كالنمل والنحل من مساكن خاصة بها. كما أننا نجد أن لكل أمة من الطير والحيوانات قائد يقودهم وينظم أمرهم كما تفعله السباع ، والحيوانات البرية ، والطير فى السماء لها قائد يقودها فى الذهاب والإياب. ومن المماثلة العجيبة هو الحكم على المذنب بحكم يقوم بتنفيذه أفراد الأمة كما فى حال الزنا بين القرود ، وبين السباع ، وبين الطيور كما فى الغربان. وكذلك المماثلة فى العمل الجماعى من أجل بناء واستقرار الأمة كما فى شغالات النمل والنحل ، حيث تتفرغ الذكور والملكات للتكاثر بينما تقوم الشغالات بإعداد الطعام وحماية وبناء وتنظيف المسكن. كما أن كل أمة من هذه الأمم قابلة للتعلم كما فى بنى البشر.

أوجه الإعجاز: لم يدرس العلماء سلوكيات الحيوان والطير والحشرات عن قرب إلا فى نهاية القرن العشرين وحتى وقتنا هذا، ويبين لها المماثلة بين كل أمة من أمم الحيوان والطير ، وهذا ما جاء فى القرآن الكريم منذ 1444 سنة ، مما يدل على صدق الرسالة وصدق الرسول وأن الكرآن الكريم به أصول العلوم.

المؤلفون أ.د. حنفي محمود مدبولي
التصنيف العلوم الطبية
الوسوم أمم أمثالكم
عدد المشاهدات 422
عدد المشاركات 0
شارك المادة
تحميل المادة

مواد ذات صلة

لا توجد عناصر