قرية النمل

قرية النمل

فى الحديث الصحيح الذي رواه البخاري فان المصطفى عليه الصلاة والسلام يخبر أصحابه(4): "قرَصَتْ نَمْلَةٌ نَبِيًّا مِنَ الأَنْبِيَاءِ، فَأَمَرَ بِقَرْيَةِ النَّمْلِ فَأُحْرِقَتْ ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ أَنْ قَرَصَتْكَ نَمْلَةٌ أَحْرَقْتَ أُمَّةً مِنَ الأُمَمِ تُسَبِّحُ"، وفى رواية أخرى للبخارى: "فأوحى الله اليه فهلا نملة واحدة". 

   والشاهد فى الحديث النبوى الشريف هو ذكر "قرية النمل"، والقرية فى اللغة العربية تطلق أصلا        على المصر الجامع، وما تقاربت فيه الأبنية المتخذة للسكن.

   لقد اتضح من بعض الدراسات الحديثة أن كل مستعمرة من مستعمرات النمل تتكون من العديد  من القرى (الأعشاش)، وتلك القرى مبنية تحت سطح الأرض وفى بعض أنواع النمل (قاطعات الأشجار) يعلوها تل دائرى صغير بارتفاع حوالى 1م فى المتوسط.

  وقد أوضحت دراسات متعددة أن القرية يمكن أن تصل أعداد المساكن بها الى الآلاف، كما فى دراسة العالم البرازيلى "لويس كارلوس فورتى" وآخرين، حيث قام بدراسة ثلاثة أنواع من العشش والتى كانت أعداد المساكن فيها هى:  1149 و1567و7864 مسكن على الترتيب، وتلك المساكن والغرف تختلف  فى شكلها ووظيفتها وعمقها تحت الأرض. 

  كما أوضحت دراسة حديثة أخرى على قرى النمل، أن أبعاد القرية متوسطة الحجم لنوع النمل قاطع الأشجار Atta Texana هي 4.5 متر عرض و6 أمتار طول (أى بمساحة تعادل حوالي 25 مترا مربعا)، كما أكدت على التقارب والتركيز الكبير لأعداد المساكن (الغرف) بجانب بعضها البعض،  فمن اجمالى 169 غرفة بالقرية (العش)، وجد منها حوالي 161 تتركز في الثلاثة أمتار العلوية تحت سطح الأرض مباشرة. 

   ان من يشاهد احدى تجمعات النمل سيجد التقارب الكبير للمساكن، وهو مايتوافق معى أحد المعانى اللغوية للقرية، وهى التى يتقارب فيها الأبنية المتخذة للسكن، وهو مايشهد بالسبق النبوى فى اطلاق وصف القرية على تجمعات وأعشاش ومساكن النمل تحت سطح الأرض. 

المؤلفون أ.د. يحيى حسن وزيري
التصنيف علوم الأرض
الوسوم قرية النمل
عدد المشاهدات 334
عدد المشاركات 0
شارك المادة
تحميل المادة

مواد ذات صلة

لا توجد عناصر