يقول الله تعالى:

" قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ، لَايَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ"

(النمل: 17).

  من عظمة القرآن الكريم بأنه قد وصف مأوى النمل بأنه "مسكن"، وذلك لأن المسكن يتصف بصفات معينة منها: الحماية من الأخطار الخارجية، وتوفير الخصوصية لساكنيه، والتهوية الجيدة، وهو مايتوفر بالفعل فى مساكن النمل.

  النمل يقيم مساكنه محفورة تحت سطح الأرض، فكيف يتم تهوية هذه المساكن؟، لقد اهتمت بعض الدراسات بالتلال الترابية التى تعلو بعض أعشاش النمل من نوعAtta ، وتأثيرها على تهوية ومناخ تلك الأعشاش (القرى) تحتها، وبناء على دراسة أجريت على أحد تلال النمل بالأرجنتين من نوع             Atta vollenweideri، فقد لوحظ وجود 169 فتحة نفق موزعة بانتظام على سطح هذا التل والذى يرتفع 1متر فوق سطح الأرض ويساوى قطره 3.1 مترا.

   وقد وجد أن الرياح السطحية تندفع من خلال بعض تلك الفتحات المتواجدة بالتل خلال فصل الصيف لتهوية المساكن الواقعة أسفل التل، وكذلك خروج غاز ثانى أكسيد الكربون من داخل من بعض الفتحات الأخرى، فتحدث تهوية مستمرة لمساكن النمل تحت الأرض وتجديد دائم للهواء، كما لوحظ أن النمل يقوم بتغطية فتحات الأنفاق بالتل بأبراج صغيرة مرتفعة قليلا عن التل نفسه كى تساعد على دخول الهواء للمساكن، كما أنه مع بداية الفترة الباردة فى فصل الخريف يقوم النمل بغلق حوالى 90% من فتحات الأنفاق بالتل، لتجنب دخول الهواء البارد لتلك المساكن.

فسبحان من علم النمل هذه الأساليب لتهوية مساكنه تحت الأرض، والحمد لله على نعمة الاسلام.