قال تعالى :
﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ ﴾.
الأنعام (38).
تفسير البغوي "معالم التنزيل":
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
﴿ وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ ﴾
، قَيَّدَ الطَّيَرَانَ بِالْجَنَاحِ تَأْكِيدًا كَمَا يُقَالُ: نَظَرْتُ بِعَيْنِي وَأَخَذْتُ بِيَدِي، ﴿ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ ﴾، قَالَ مُجَاهِدٌ: أَصْنَافٌ مُصَنَّفَةٌ تُعْرَفُ بِأَسْمَائِهَا يُرِيدُ أَنَّ كُلَّ جِنْسٍ مِنَ الْحَيَوَانِ أُمَّةٌ، فالطير أمة، والهوام أُمَّةٌ، وَالدَّوَابُّ أُمَّةٌ، وَالسِّبَاعُ أُمَّةٌ، تُعْرَفُ بِأَسْمَائِهَا مِثْلُ بَنِي آدَمَ، يُعَرَفُونَ بِأَسْمَائِهِمْ .
لقد استفاد العلماء وهم يراقبون حياة بعض الطيور وهو طائر أبو منجل وهذا الطائر يكثر في الاماكن التي تتوافر فيها المياه وخاصة المستنقعات وهو من فصيلة ابي قردان واطلق عليه المصريون القدماء اسماء كثيرة ورسم على جدران المعابد كرمز للعلم والحكمة واتخذ حديثا كرمز لجامعة القاهرة ومعلوم ان الإنسان قد يصاب ببعض حالات من الامساك أي عدم تصريف الطعام من الامعاء فعند ذلك يصاب الإنسان بحالة من الإعياء والمرض فيحتاج إلى دواء كي يذهب عنه هذا الالم وبمتابعة طائر ابو منجل وجد العلماء أن هذا الطائر عندما يصاب بمرض الامساك يأخذ في الاتجاه إلى البحيرة فيملأ منقاره الطويل بالماء ويدخله في فتحة الشرج فيعالج حالة الإمساك التي عنده ومن هنا عرف العلماء (الحقنة الشرجية) ومن هنا عرفت الحقنة الشرجية كعلاج موثر وفعال في علاج مرض الامساك ( هذا الطائر ساعد في اختراع (الحقن الشرجية) لعلاج حالات الإمساك،
إن الله عز وجل ما أنزل داء إلا وأنزل معه الدواء، ولكن على الإنسان بما رزقه الله تعالى ووهبه من مكتسبات العلوم والمعارف، وبما أن الإنسان يمرض أحيانًا ويصاب بأمراض فتاكة وغيرها، فأوجب عليه الشرع الحنيف المحافظة على النفس والبدن، فعليه طلب الدواء والبحث عنه، وبالفعل امتثل الإنسان الأمر واكتشف الكثير والكثير من العقاقير والأدوية، وها هو الإنسان يراقب عالم الطير فلاحظ أن هناك طائرًا (أبو منجل) بعدما أصيب ذلك الطائر بمرض الإمساك فأنه يذهب إلى البحيرة ويأخذ من مائها بمنقاره ثم يدخل هذا الماء في جوفه ولكن ليس من المسلك المعتاد بل من مسلك آخر ألا وهو (فتحة الشرج) ليقوم بتفتيت ما في الأمعاء ليسهل إخراجه، وقام الإنسان بإجراء هذه التجربة في علاج بعض حالات الإمساك الشديدة التي قد يصاب الإنسان بغيبوبة فلا يرجع له عقله إلا بعد أن يأخذ –حقنة شرجية- فيرجع الفضل في اكتشاف هذا الدواء إلى هذا الطائر. و لقد تعلم الإنسان ايضا من الطير فى مجالات تصنيع الطائرات و غيرها ولقد أخبرنا سبحانه و تعالى فى كتابه الكريم أن كل الدواب على الأرض و الطير فى السماء ما هى إلا أمم مثل البشر تماما حيث
قال تعالى :
﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ ﴾.
الأنعام (38).
المؤلفون | أ.د. مصطفى إبراهيم حسن |
التصنيف | العلوم الطبية |
الوسوم | الطير وإختراع الحقنة الشرجية |
عدد المشاهدات | 447 |
عدد المشاركات | 0 |
شارك المادة | |
تحميل المادة | تحميل المادة |