إن الأرض في أعين الناظرين مسطحة الشكل؛ لأنها كبيرة الحجم ، وظهور كرويتها لا يكون في المسافات القريبة، فهي بحسب النظر مسطحة ، لكنها في جملتها كروية. يقول العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله عن الأرض: (واعلم أن تسطيح الأرض لا ينافي أنها كرة مستديرة، فإن التسطيح إنما ينافي كروية الجسم الصغير جدا الذي لو سطح لم يبق له استدارة تذكر ، أما جسم الأرض الذي هو كبير جدا وواسع فيكون كرويا مسطحا ولا يتنافى الأمران). إن القرآن الكريم لم يذكر أبداً بأن الأرض مسطحة،
بل قال تعالى:
(وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ)
[الغاشية: 20].
وكلمة (سُطِحَتْ) تعني مُهدت وبسطت أمام البشر، فأنت مهما سرت في الأرض تجدها مسطحة وممهدة أمامك، وهذا لا يتحقق إلا بالشكل الكروي.
ولقد أجمع أهل العلم على كروية الأرض، ودل على ذلك كتاب الله تعالى ،
كما في قوله عز وجل:
{يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ}
[سورة الزمر:5] .
والفعل ( يكور ) معناه: يلف في استدارة، فيقال في اللغة: كار العمامة على رأسه وكورها، يمعنى لفها، ويترتب على هذا المعنى المقصود من آية التكوير حقيقة علمية هامة، وهي أن الله سبحانه وتعالى يلف الأرض الكروية حول محورها فيحدث تتابع وتبادل الليل والنهار، فالشمس تنير نصف الكرة الأرضية المواجه لها نهاراً، بينما في نفس الوقت يكون النصف الآخر في ظلام، أي: ليلاً، نتيجة كروية الأرض. ولا يمكن أن يتحقق تكوير وإحاطة والتفاف الليل على النهار إلا بالشكل الكروي. ومن الإشارات القرآنية الواضحة على كروية الأرض إشارة القرآن إلى تعدد المشارق والمغارب في
قوله تعالى:
{فَلَاۤ أُقۡسِمُ بِرَبِّ ٱلۡمَشَـٰرِقِ وَٱلۡمَغَـٰرِبِ}
[سورة االمعارج:40]،
فلا يحصل هذا التعدد إلا بكروية الأرض، إذ تشرق وتغرب في كل وقت على أماكن مختلفة بصفة مستمرة ومتكررة. ولقد تمكن العلم الحديث من تصوير الأرض من خارجها في عصر الفضاء والأقمارالصناعية مثبتا كروية الأرض كما أن هناك العديد من الأساليب العلمية والتي يمكن لأي شخص أن يثبت بها أن الأرض هي جسم كروي.
المؤلفون | أ.د. أحمد مليجي |
التصنيف | علوم الأرض |
الوسوم | هل الأرض كروية أم مسطحة؟ |
عدد المشاهدات | 4669 |
عدد المشاركات | 5 |
شارك المادة | |
تحميل المادة | تحميل المادة |