المغضوب عليهم  - دليل صدق للقرآن الكريم لماذا غضب الله على اليهود

المغضوب عليهم - دليل صدق للقرآن الكريم لماذا غضب الله على اليهود


النص المعجز:

قوله تعالى: ( قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللّهِ مَن لَّعَنَهُ اللّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ عَن سَوَاء السَّبِيلِ (60) سورة المائدة

المعانى اللغوية وأقوال المفسرين: 

فال شيخ المفسرين ابن جرير الطبرى : وأما معنى قوله: " من لعنه الله "، فإنه يعني: من أبعده الله وأسْحَقه من رحمته وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير "، غضبًا منه عليهم وسخطًا، فعجَّل لهم الخزي والنكال في الدنيا. وقال الإمام القرطبى: قوله تعالى : (قل هل أنبئكم بشر من ذلك) أي : بشر من نقمكم علينا ، وقيل : بشر ما تريدون لنا من المكروه ; وهذا جواب قولهم : ما نعرف دينا شرا من دينكم ، والتقدير : هل أنبئكم بمن لعنه الله ; والمراد اليهود ، وقال الإمام البغوى: ( مثوبة ) ثوابا وجزاء ( عند الله من لعنه الله ) أي : هو من لعنه الله ، ( وغضب عليه ) يعني : اليهود ، ( وجعل منهم القردة والخنازير ) فالقردة أصحاب السبت ، والخنازير كفار مائدة عيسى عليه السلام . وروي عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما : أن الممسوخين كلاهما من أصحاب السبت ، فشبانهم مسخوا قردة ومشايخهم مسخوا خنازير . ( وعبد الطاغوت ) أي : جعل منهم من عبد الطاغوت ، أي : أطاع الشيطان فيما سول له ، وتصديقها قراءة ابن مسعود : ومن عبدوا الطاغوت ، ( أولئك شر مكانا وأضل عن سواء السبيل ) أي : عن طريق الحق .

التوجيه العلمى: 

من رحمة الله تعالى بالمؤمنين أنه بين فى أول سورة من كتابه العزيز غضبه على اليهود ، وحذرنا من اتباع صراطهم ، يقول الله عز وجل فيها على لسان المؤمنين الصادقين:

(اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ، (7) سورة الفاتحة

، ثم نقول بعد ذلك: آمين، نرفع بها أصواتنا، معلنين طلب الهداية إلى الصراط المستقيم ، والبراءة من صراط المغضوب عليهم ، والضالين . واليهود: هم الذين سموا أنفسهم نسبة إلى يهوذا أحد أسباط بنى اسرائيل ، وهم الذين نادوا بقيام الدولة اليهودية  ، ولهم أقوال وأفعال سيئة ، وهم الذين حرفوا وغيروا التوراة ، وبدلوها بالتلمود وببروتوكلات حكماء صهيون، وهم الذين تنكبوا الصراط ، ولذلك  لعنهم الله فى كتابه وعلى ألسنة رسله والملائكة والناس أجمعين. واليهود باءوا بغضب من الله تعالى والملائكة والناس أجمعين لأقوالهم وأفعالهم الفاسدة كما بينها ربنا عز وجل فى كتابه العزيز ومنها :

(وَقَالُوا لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَّعْدُودَةً ۚ قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ ۖ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (80) سورة البقرة ، (وَقَالُواْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَل لَّعَنَهُمُ اللَّه بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَّا يُؤْمِنُونَ (88 ) سورة البقرة

، ولقد سبوا الله عز وجل : 

(لَّقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ ۘ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (181) سورة آل عمران

،

(وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ  (64) سورة المائدة 

وقالوا عن الله فى التلمود: إن الله يستشير الحاخامات على الأرض عندما توجد مسألة عويصة لا يمكن حلها في السماء وإنه لا شغل لله في الليل غير تعليمه التلمود مع الملائكة ، ومع اسموديه ملك الشياطين في مدرسة السماء  ، ويفضلون الكفار عن المؤمنين:

(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَٰؤُلَاءِ أَهْدَىٰ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا (51) النساء

، ونسبوا الولد لله :

(وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ۖ ذَٰلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ ۖ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَبْلُ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۚ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ (٣٠) سورة التوبة

، ولقد عانت دول العالم من خبثهم ومكرهم ، وبعد الضجر الشديد والمعاناة منهم ، قاموا بتعذيبهم وطردهم من أسيا وإفريقيا وأوروبا وارتضوا أن يكون لهم وطن قومى فى فلسطين للتخلص منهم. 

أوحه الإعجاز: تاريخ اليهود الأسود منذ ما قبل الميلاد وحتى وقتنا هذا يشير إلى خستهم ومكرهم وخبثهم ودناءتهم وقبح أقوالهم وأفعالهم ولهذا غضب الله عليهم ولعنهم ، وكذلك لعنهم الأنبياء والمرسلين ولعنهم الناس أجمعين. وهذا الغضب المتصاعد من شعوب العالم يشير إلى صدق قول ربنا عز وجل:

( قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللّهِ مَن لَّعَنَهُ اللّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ عَن سَوَاء السَّبِيلِ (60) سورة المائدة.

وما من يوم يمر عليهم إلا ويزداد الناس غضبا عليهم ، وما استطاع اليهود  أن يكذبوا القرآن ولو بافتعال الأخلاق الحسنة ولو ساعة واحدة لأن خبث طبائعهم غالب على تصنعهم ، مما يدل على أن القرآن العظيم هو وحى من العليم الخبير. 

أ.د./ حنفى مدبولى – رئيس اللجنة الطبية بالمركز الدولى للإعجاز العلمى فى القرآن والسنة للبحوث والتدريب

المؤلفون أ.د. حنفي محمود مدبولي
التصنيف علوم الحياة
الوسوم آيات الوحي تفسير القرآن
عدد المشاهدات 296
عدد المشاركات 0
شارك المادة
تحميل المادة

مواد ذات صلة

لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ

لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ

النص المعجز:  ( لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) المائدة

البرهان في تفسير القرآن .. إعجاز وبيان

البرهان في تفسير القرآن .. إعجاز وبيان

أول تفسير مختصر شامل لآيات القرآن الكريم بحاشية المصحف الشريف وبأسلوب سهل ميسر ليستفيد منه الجميع. يحتوي على ما يلي: – الإعجاز العلمي: (الإشارات العلمية الواردة في نصوص القرآن الكريم إلى الحقائق العلمية الثابتة).  – التفسير العلمي: (الإشارات العلمية الواردة في نصوص القرآن الكريم إلى النظريات العلمية الراجحة).  – التفكر والتأمل في مخلوقات الله.  – عرض لهدايات القرآن الكريم وتوجيهاته بإيجاز.

آيات الوحي وآيات الخلق

آيات الوحي وآيات الخلق

آيات الكون المنظور ترجمة حقيقية لما جاء في  كتاب المسطور –القرآن الكريم-  ،وهي تعد رسولا مبلغا لرسالة الله تعالى للعالمين ،فمن لم تستطع قدرته تحصيل كل ما في الكتاب المسطور أو عجز عن قراءة كلماته فإنه لدية قدرة لتحصيل ما في كون الله المنظور، فالآيات مشاهدة (آيات الأنفس والآفاق) ليل نهار ومعك في كل لحظات حياتك أينما وجهت وجهك فثم آيات الله الكونية؛ في السماء والأرض، في البحار والأنهار ، في الجبال والصخور ،في سبع سموات وفي سبع أرضين، كل هذه الآيات تنطق بقدرة ودقة الصانع .وإن عجزت أن تصل إلى آيات الآفاق- وهذا مستحيل- فلن تعدم وصولا لآيات الأنفس بصرا وبصيرة: "وَفِي أَنفُسِكُمْ ۚ أَفَلَا تُبْصِرُونَ "(الذاريات:21). أي: وفي أنفسكم أيها الناس آيات وعِبر تدلكم على وحدانية صانعكم، وأنه لا إله لكم سواه، إذ كان لا شيء يقدر على أن يخلق مثل خلقه إياكم ( أَفَلا تُبْصِرُونَ ) يقول: أفلا تنظرون في ذلك فتتفكروا فيه، فتعلموا حقيقة وحدانية خالقكم().  كل هذه الآيات المبثوثة في آيات الآفاق والأنفس دلائل  دامغة على أن للكون خالقا قديرا بديع السموات والأرض، وهذه الآيات تتطلب إعمال العقل تماما كما يطلب منا القرآن الكريم إعمال العقل بالتدبر في آيات الكتاب المسطور فكلاهما من منبع ومورد واحد من عند الله ، فالقسم الأول من الآيات(الكتاب المسطور) هو وحى الله ، والقسم الثاني منها ( الكتاب المنظور آيات الأنفس والآفاق) هو خلق الله ، فالمصدر، إذن، واحد... وقد لفت القرآن الكريم الأنظار والعقول إلى التأمل في آيات الكون والمنظومة الكونية في آيات كثيرة ؛ لأنها سبيل للوصول إلى الحقائق والتي من أعظمها وأصدقها أنه –سبحانه- الحق، الحق في توحيده وأنه الخالق والمستحق وحده للعبودية قال تعالى: "سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ" (فصلت:53).