روى الامام أحمد أن المصطفى عليه الصلاة والسلام قال:
لاتقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد، كما روى أبو داود باسناد صحيح أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: ( من أشراط الساعة أن يتباهى الناس فى المساجد).
كان بناء المسجد النبوى بالمدينة المنورة وكذلك مسجد قباء على عهد الرسول عليه الصلاة والسلام بسيطا، ومن المواد المحلية المتوافرة فى ذلك الوقت كالطين اللبن وجذوع النخل، بدون زخارف وألوان زاهية.
واستمر بناء المساجد على عهد الصحابة على نفس النهج النبوى، ويؤكد ذلك ما رواه الامام البخارى فى صحيحه، أن عمر رضى الله عنه قال: (أكن الناس من المطر واياك أن تحمر أو تصفر فتفتن الناس).
والمقصود بالتَّباهي بالمساجد هو التَّفاخر بِحسن بِنائها وزَخرفتها وتَزويقها وعُلُوِّها وارتفاعها وارتفاع سُقوفها، بأن يقول الرجل للآخر: مسجدي أحْسَن من مسجدك، وبنائي لمسجدي أحْسَن من بنائك وهكذا، وقد تكون المُباهاة بالفعل دون القول، كأن يُبالغ كل واحد في تزيين مسجده، ورفع بنائه، وغير ذلك؛ ليكون أبْهَى من الآخر، بالرغم من أن الاسراف فى ذلك سوف يؤدى لافتتان الناس وصرفهم عن الخشوع فى الصلاة، وهو ماحدث بالفعل فى عصور تالية وبخاصة فى عصرنا الحديث.
وقال أنس رضى الله عنه: "يَتباهون بها ثم لا يَعمرونها إلا قليلًا"، وقال ابن عباس رضى الله عنه: "لَتُزَخْرِفُنَّهَا كما زخرفت اليهود والنصارى"، وهذه الظاهرة وهي التَّباهي بالمساجد من علامات الساعة، التي لا تقوم إلاَّ على تغير أحوال الناس ونقص دِينهم وضَعف إيمانهم، وحينما تكون أعمالهم ليست لله تعالى ، وإنما للرِّياء والسُّمْعَة والتَّفاخر.
وأحاديث نبينا الكريم فى هذا الباب تعتبر انباء بماسوف يحدث فى المستقبل، وهو يدخل تحت باب الاعجاز الغيبى المادى، والذى أصبح مشاهدا فى الكثير من مساجد المسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها.
المؤلفون | أ.د. يحيى حسن وزيري |
التصنيف | العلوم الإنسانية والاجتماعية |
الوسوم | اعجاز غيبى |
عدد المشاهدات | 243 |
عدد المشاركات | 0 |
شارك المادة | |
تحميل المادة | تحميل المادة |