وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا

وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا

أقسم الله تعالى بالخيل الجاريات في سبيله نحو العدو حيث يسمع  صوتها من سرعة عدوها وركضها و هذا الصوت وصفه القرآن الكريم بالضبح ،  ولكن ما السر الذي يجعلنا نرى الخيل يقطع مسافات طويلة ويدخل في سباقات مارثون بدون تعب أو إرهاق  ؟  إذا نظرت الى الصورة ستجد كلمة إن السر فى ذلك  الرئة، رئة الحصان ، الرئة الأقوى في عالم الحيوان  ،  وهى ضخمة بشكل غير عادي مقارنة برئة الإنسان. رئة الحصان تسحب في النفس الواحد 5  لترات هواء، والحصان يسحب 12 نفس في الدقيقة بمعنى أن رئة الحصان تسحب في الدقيقة الواحدة 60 لتر هواء بداخلها . الخيول لا يمكنها التبديل مثلنا بين الأنف والفم في التنفس عند التعب ، ومع ذلك تجد الخيول تقطع مسافات كبيرة والرئة مصممة بشكل تتحمل الضغط العالي وسعة تصل حتى 55 لتر هواء ماذا يعني هذا الرقم ؟ 

إذا قمنا بفتح جميع الممرات الهوائية في الرئة ووضعناها بشكل مسطح على الأرض ستشغل مساحة تعادل 10 ملاعب تنس

بالنسبة للرئة من الداخل فهي مدهشة جدا! لو نظرت للممرات الهوائية العلوية للحصان ستجدها مبطنة بمخاط لزج يقوم بحبس الأبواغ الفطرية، وجزيئات الغبار وحبوب اللقاح وبعد حبسها ينقلها لما يُعرف بالسلم الكهربائي المخاطي الهدبي ويتم ابتلاعها بدلا من استنشاقها بحيث لا تصل إلى الرئتين ابدا . الخيول بجانب الرئة القوية تتمتع بإحساس قوي بالسمع، وقادرة على التقاط الأصوات في نطاق 55- 33500 هرتز 18 لذلك تسمع الخيول أصوات لا يمكن لنا سماعها لأننا نستطيع السماع ما بين 20- 20000 هيرتز فقط بجانب السمع لديها مجال رؤية 360 درجة تقريبا، وعيونها أكبر من عيون أي ثدييات برية .    

الخيول بشكل عام مخلوقات مميزة ،مهيبة وقوية وتحمل مجموعة كبيرة من المشاعر سواء تجاه صاحبها أو الخيول الأخرى، فهى  مخلوق تفاعلي وعاطفي بشكل مثير للدهشة ، هذه الصفات هي جزء من السبب في أن الخيول من أكثر الحيوانات المحببة الى قلب  الإنسان .  فسبحان الله في خلقه . قال الله تعالى : وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا * فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا * فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا  ، وقال  رسول الله - ﷺ: " الخَيْل مَعقُودٌ في نَوَاصِيهَا الخَيْر إلى يوم القِيامة " .                                                           

المؤلفون أ.د. مصطفى إبراهيم حسن
التصنيف علوم الأرض
الوسوم وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا
عدد المشاهدات 186
عدد المشاركات 1
شارك المادة
تحميل المادة

مواد ذات صلة

لا توجد عناصر