الأساس فى السياسة المالية الإسلامية أن خشية الله تعالى وابتغاء مرضاته والتزام تعاليمه هى التى تصوغ التصرفات المالية للمسلم فى تصرفاته ، وكذلك تصرفات الأفراد بعضهم مع بعض وكذلك تصرفات ولى الأمر فى المال العام . وكذلك فان السياسه المالية الاسلامية هى جزء من نظام كلى متكامل هو الشريعة الاسلامية ، ولذلك فان التصرفات المالية لابد أن تنضبط بكل الأخلاقيات الاسلامية، وذلك تأسيسًا على قوله صلى الله عليه وسلم انما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ." ومن الأخلاقيات الاسلامية الرفيعة فى هذا المجال ضرورة أن يكون الانفاق مصحوبا بكل معانى المعروف ..يقول سبحانه وتعالى مرشدا لذلك : قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ (263). وعلماء التفسير على أن الله تبارك وتعالى يمدح الذين ينفقون فى سبيله ثم لايتبعون ما أنفقوا من الخيرات والصدقات منا على من أعطوه، فلا يمنون به على أحد ولا يمنون به لا بقول ولا فعل. وقوله (ولا اذى) أي لا يفعلون مع من أحسنوا اليه مكروها يحبطون به ما سلف من الاحسان ثم وعدهم الله تعالى الجزاء الجزيل على ذلك فقال (لهم اجرهم عند ربهم) أي ثوابهم على الله لا على أحد سواه ( ولاخوف عليهم ) أى فيما يستقبلونه من أهوال يوم القيامة. وقد وردت الأحاديث بالنهى عن المن فى الصدقة، ففى صحيح مسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ثلاثه لا يكلمهم الله يوم القيامه ولا ينظر اليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم: المنان بما أعطى والمسبل إزاره والمنفق سلعته بالحلف الكاذب". وباستقراء ما سبق يلاحظ وبجلاء أن هناك ثمرة جميلة تعود على الفرد وعلى المجتمع بسبب الفضيلة السابقة ، انفاق يأتى من مصدر طيب حلال ويتجه لينفق بخلق رفيع مصحوبا بكل معانى المعروف وبعيداً عن كل معانى المن والأذى لابد أن يؤدى الى سمو المجتمع وطهارته.